لأخي الشيخ عثمان مآثر كثيرة في مجتمعه، وله بصمات مع طلابه حين كان مديراً للمعهد العلمي بالمجمعة قبل أن يكون مديراً عاماً لرئاسة القضاء، فأي طالب التقيت به يحدثني عمّا كان يقوم به الشيخ عثمان تجاه طلابه من حسن الأخلاق وسعة البال والتوجيه التربوي، مع حرصه على متابعة الجميع لما يفيدهم في حياتهم العلمية والعملية، كما أن المصلين معه في (مسجد العقدة) يذكرون عنه أشياء كثيرة لحرصه على إقامة الصلاة في وقتها، وإعطاء الدروس اليومية بعد صلاة العصر، مما كان له الأثر على الحاضرين في دينهم ودنياهم، كما أنه كان حريصاً على كل من يسأله عن بعض الأمور الدينية، حيث يقوم بالبحث والتقصي حتى يجد الجواب الشافي.
حزن أهالي المجمعة حين صدر قرار نقله من قِبل فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم إلى مدينة الرياض ليعمل مديراً عاماً للرئاسة العامة للقضاء، وفي هذه الفترة كنا نقوم بزيارته في الرياض خلال العطلة الصيفية، وكان مثالاً للجدية في العمل، إذ إنه كان من الأوائل الذين يتواجدون في بداية الدوام، وآخر من يخرج من العمل، وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدل على حرصه على أداء العمل بأمانة، كما أن استقباله للمراجعين كانت له بصمة خاصة، والكثير ممن كان يراجعه يحدثنا عن ذلك، فالكل يخرج راضياً، ويقوم بمتابعة معاملته.
يذكر لي مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ حامد السلمي عن موقف حصل له مع الشيخ عثمان، فقد حضر من محافظة الكامل لمقر رئاسة القضاء بالرياض وهو صغير السن ولا يعرف كيف ينهي معاملته، ولكن بعد مقابلته الشيخ عثمان أنهى له معاملته في وقت قياسي، ولم ينسَ له هذا الإنجاز الإداري الناجح، مع أن معاملته كانت معقدة، والأمثلة كثيرة، فجميع من نلتقي به وسبق له أن تعامل مع الشيخ عثمان يكنّ له التقدير ويدعو له، وفي الختام نطلب من الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ووالدينا.
** **
عبدالكريم بن حمد بن عبدالله الحقيل - مدير عام التربية والتعليم للبنات بجدة سابقاً