د. صالح بكر الطيار
رأست الأسبوع الماضي بالرياض إحدى جلسات منتدى اسبار الدولي (السعودية الملهمة) في جلسة الأمن في المستقبل وتضمنت أربعة محاور الأمن الدوائي وكيفية استشراف مستقبل العمل الأمني، - وتحديات الأمن السيبراني وسبل دمجه في التحول الرقمي والابتكار.
وناقشت من خلاله تطورات التكنولوجيا وما فرضت من أنماط للعلاقات والتواصل، وأيضاً الأمن الغذائي، والأمن المائي، والأمن العسكري بمعناه الإستراتيجي، والأمن الإعلامي.
لقد سبق لنا في مركز الدراسات العربي الأوروبي الذي لي شرف رئاسته منذ تأسيسه عام 1992 م أن نظمنا مؤتمرات دولية في عدة عواصم عربية وأوروبية عن الأمن المائي، والغذائي، والإعلامي، وكذلك العسكري واستشرفنا من خلالها المخاطر المحدقة بالعالم العربي وقدمنا اعتماداً على محاضرات المتداخلين ومناقشات الخبراء المشاركين توصيات لكيفية مواجهة التحديات ودرء المخاطر.
وقد تضمنت الجلسة أوراق عمل هامة جدا وحيث إننا نواجه تحديات عالمية متجددة فإن لدينا مسؤوليات هامة جدا، الأمن الدوائي من خلال تشجيع مراكز الأبحاث المختصة ودعمها بكل الوسائل المتاحة ليتسنى لها توفير الأدوية الكفيلة بمعالجة شتى أنواع المشاكل الصحية دون أن نبقى تحت رحمة الشركات العالمية المحتكرة مع أهمية تأمين ابتكار وصناعة الأدوية وطنياً يجنب الكثيرين جشع وطمع تجار الأدوية مع أهمية توفير الأمن الدوائي يجنبنا أن نكون مادة للتجارب للمتحكمين عالمياً.
وتطرقنا إلى أن الأمن ضرورة حتمية لأي تقدم وتطور. فلا استقرار واستثمار دون الأمن، ولا أمان وسكون وسكينة بين الناس بدون الأمن، ولا ردعٍ للمخاطر من دون أمن، ولا بناء قدرة على مواجهة التحديات من دون أمن.
وبمعنى آخر فإن العمل الأمني، وبقدر ما هو ناجح وفاعل، بقدر ما هو عنصر استشرافي حتمي للازدهار والتقدم والتطور والسلام والأمان.
- ويُعتَبر الأمن الغاية التي سعت إليها الحضارات، - ويُعَدُّ الأمن من أهمّ مُقوِّمات حياة الإنسان- ويُمثِّل الأمن أحد المُقوِّمات الأساسيّة لنجاح عمليّة التنمية، والتخطيط المُنظَّم، والسليم، والمُثابرة العلميّة، ولا يتحقَّق الازدهار لمشروع التنمية إلّا في ظلّ وجود أمن راسخ يدعم، - ويُعتبَر الأمن غاية أساسيّة للعدل؛ فالحُكم بالعدل، والشّرع، من شأنه تحقيق الأمن في الحياة.
أما تحديات الأمن السيبراني فاستندت إلى ما أكدته (زينب الحيدري) في كتابها «الأمن السيبراني.. المخاطر.. التحديات.. المواجهة» أن الهجمات الإلكترونية أو السيبرانية أصبحت خطراً يؤثر على أمن الدول، ولذلك بدأت تلقى اهتماماً متصاعداً على أجندة الأمن الدولي، في محاولة لمواجهة تصاعد التهديدات الإلكترونية في ظل مواجهة الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها السعودية.
فهناك: عشرة آلاف موقع يبث الشائعات ضد السعودية و35 قناة إيرانية تهاجم السعودية بمختلف اللغات و 48 % نسبة الأخبار التحريضية من دولة عربية ضد السعودية وعشرين ألف مادة إعلامية نشرت من دولة عربية ضد السعودية خلال 3 أشهر و23 ألف حساب في تويتر يغرد ضد السعودية بمعدل 90 تغريدة بالدقيقة.
وتم التطرق إلى دمج الأمن السيبراني في التحول الرقمي والابتكار.. حيث يشكل أمن الفضاء السيبراني الركيزة الأساسية لأيّ تحول رقميّ، حيث تستند إليه المصداقية الرقمية للشركات والمؤسسات، كما يعود له الفضل في إمكانية الاستفادة من الفرص الرائعة، التي تُتاح لنا والمساهمة في ابتكار عالم الغد من دون أيّ خوف.
نحن في سباق وتنافس وطموح لتحقيق رؤيتنا الواعدة 2030 لتحقيق أهداف السعودية الملهمة ويبقى الأمن قطاعاً أول للاهتمام في سبيل توظيف الأمنيات وعلينا أن نقف جميعاً للتعاضد في تحقيقها مع قيادتنا وأن نكون صفاً واحداً في مواجهة التحديات.