أحمد المغلوث
كنا في المرحلة الابتدائية فتية نشعر بسعادة كبرى من خلال مشاركتنا في تلك الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية وغيرها من المستجدات التي تقام بين فترة وأخرى داخل كيان المدرسة. مثل المشاركة في جماعة المسرح والموسيقى والكشافة. وأذكر جيداً أن بالمدرسة وغيرها من المدارس في المنطقة أدوات ومعدات الموسيقى خاصة الطبول والأبواق وحتى الصاجات النحاسية. نعم كنا في ذلك الزمن الجميل أكثر شعوراً بالمتعة ونحن نستمع إلى إيقاعات فرقة الموسيقى الكشفية وهي تعزف مقطوعات مختارة وعامة في المناسبات التي تقام بين فترة وأخرى في المدرسة خاصة ضمن احتفالات آخر العام الدراسي، حيث تعرض مسرحية من إعداد جماعة المسرح وبمشاركة نخبة من التلاميذ. الذين يتم اختيارهم من قبل مخرج المسرحية وعادة يكون هو المعلم المسئول عن النشاط الثقافي بالمدرسة وأذكر أنني قمت بدور «عكرمة بن أبي جهل في مسرحية إسلامية.. ومن جانب آخر كان النشاط الثقافي فضفاضاً وواسعاً فبرنامج النشاط الثقافي يكاد يكون مستمراً طوال العام الدراسي. فهناك ندوات. ومسابقات ثقافية ومعلوماتية تجرى بين طلاب مختلف الفصول. ومن خلالها تكتشف المواهب والقدرات، والتي من هؤلاء يتم اختيار المتميزين لتمثيل المدرسة في المسابقات الكبرى التي تجرى على مستوى مدارس الأحساء، وفي المدارس التي نفذتها شركة النفط أرامكو في المنطقة منصة مسرح مفتوحة، وهي جزء من المبنى مجهزة بالإضاءة تعرض فيها المسرحيات والمسابقات، وكان الجمهور وهم يمثلون أولياء أمور الطلاب، إضافة إلى العديد من المسئولين في إدارة التعليم يجلسون على مقاعد الطلاب بعد نقلها من فصول المدرسة مؤقتاً، جنباً إلى جنب مع طلاب المدارس، هذا بالنسبة للمدارس التي بنتها الشركة، أو الحكومية التي تم تنفيذها في ذلك الزمن الجميل أما المسرح في المدارس المستأجرة فكان يتم عمله في ساحة المدرسة من خلال جمع مجموعة كبيرة من طاولات الطلاب مع ربطها وتثبيتها بالحبال، ومن ثم تغطيتها بالسجاد والبسط ولتقام عليها العروض والفعاليات.. ولا ينافس النشاط المسرحي إلا النشاط الفني الرسم والخط، فكانت لوحات الطلاب ورسومهم تكشف عن المواهب والقدرات، فتجد هؤلاء هم من ينفذ اللوحات المدرسية وجداريات الديكور للنشاطات المتعددة كذلك عمل وتصميم الصحف الحائطية التي كان لها دور ثقافي ومعرفي فاعل وكبير، بل كانت هذه الصحف لها دور كبير في نشر الوعي الوطني وكانت الكتبة فيها فجرت الطاقات والمنافسة فخرج مشاهير الكتاب الذين ساهموا في إثراء الوطن بكتاباتهم، وأذكر أن الشيخ عبدالله سعد الراشد -أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية- قد أعاد طباعة أحد أعداد مدرسة الهفوف الأولى «الأميرية» والتي كانت أشبه بالجامعة وتضمّنت توثيقاً لمختلف أنشطة المدرسة، وهذا يجسد كم كانت مدارسنا في الماضي.مدارس شاملة لمختلف الجوانب الثقافية والفنية، وبالأمس عندما التقى صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود بمعالي الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، في مقر وزارة الثقافة بالدرعية، وجرى خلال الاجتماع بحث أوجه التعاون بين وزارتَي الثقافة والتعليم، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية ذات الصلة، وجرى الاتفاق المبدئي على التعاون بين الوزارتين على إدراج الثقافة والفنون في مناهج التعليم العام والأهلي.. وماذا بعد لنعيد تغريدة وزير الثقافة الأمير الشاب بدر «أيام جميلة ستعود»...شكراً أميرنا العزيز.