«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
انطلقت في معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية أمس ورشة عمل بعنوان (الأمن السيبراني في العمل الدبلوماسي)، بالتعاون مع أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، واستمر يوماً وأحدًا، وذلك في إطار أعمال مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات.
وهدف هذه الورشة إلى زيادة الوعي بالأمن السيبراني والتحديات السيبرانية التي تواجه العمل الدبلوماسي، وبناء قدرات وطنية قادرة على التعامل معها، فيما تتكون الورشة من أربع جلسات تضم ثمانية محاور رئيسة يُشارك فيها سفراء ومتخصصون في المجال الدبلوماسي والاتصالات وتقنية المعلومات من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، علاوة على سفراء وأساتذة دوليين من جهات دبلوماسية وأكاديمية عالمية.
وقال مدير عام معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية د. عبدالله السلامة لـ«الجزيزة»: إن إقامة هذه الورشة تعكس أهمية القضايا الجديدة والمهمة التي تحتاج إلى مزيد من الجهود والتعاون فيما بين الدول في مجال الأمن السيبراني في العمل الدبلوماسي.
وأضاف السلامة: إن هذا الموضوع هو من أصعب القضايا ونحتاج إلى الجهود للتوصل إلى اتفاق بين الدول لأنه لم يتم الاتفاق على قواعد معينة وقانونية أو اتفاقيات تضبط الهجمات الإلكترونية، ولا على الأضرار التي تلحق ببعض الدول وفض النزاعات.
وقال السلامة: إنه من الضروري نشر ثقافة العمل السيبراني بين الدبلوماسيين ومعرفة ماذا وصل إليه هذا النوع من الهجوم وكيفية معالجته وموقف القانون الدولي.
وبيَّن السلامة بأن هذه الورشة سوف تبحث كل هذه القضايا وإمكانية تطبيقها والعمل بها وتحديد المسؤوليات وتحديد العدوان بين الدول والأضرار وضبط الأطراف، وكل هذه القضايا صعبة ونحتاج إلى طرح معمق ومزيد من الجهود، مؤكداً أن هناك اتفاقيات بقيت ما يقارب من 50 عاماً في مجال البحث حتى خرجت برؤية شاملة، وكذلك الأمن السيبراني يحتاج إلى وقت حتى نصل إلى حلول وقرارات وتشريعات مهمة، وهذا الجانب المهم.
من جانبها قالت د. مريم بنت إبراهيم المحمود نائبة مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية في تصريح خاص لـ«الجزيرة»: إنه يشرفنا في الإمارات العربية المتحدة المشاركة في هذه الورشة المهمة عن الأمن السيبراني الدبلوماسي، وهذه الندوة هي تثقيف وبناء قدرات للدبلوماسيين في التعامل مع هذا النوع من القضايا، وفهم القانون الدولي وقضايا الأمن السيبراني وكيفية مواجهة القضايا التي لها علاقة بالأمن السيبراني.
وأكدت المحمود أن التعاون السعودي - الإماراتي تعاون مثمر وبناء، وهناك تنسيق بين البلدين في كل ما يهم دول الخليج في أمنها، وهذه الورشة هي ضمن اتفاقيات البلدين الشقيقين، بين معهد الأمير سعود الفيصل وأكاديمية الإمارات الدبلوماسية، والسعودية والإمارات أهدافهما واحدة في بحث قضاياهما وسلامة أمنهما، وسيكون هناك أثر لهذه الورشة وتناقش التحديات التي تواجه الأمن السيبراني، وسنعمل مع دول العالم لتحقيق رؤية واحدة وقوانين تحد من الجرائم والاعتداء على الدول وفض النزاعات وبناء قدرات للتعامل مع قضايا أمن الدول وبناء الوعي.
وقالت السفيرة جيينا أيروكويي في مجلس سياسات الشرق الأوسط: إن هذه الورشة تأتي في وقت مهم جداً، وذلك لأن موضوع الأمن السيبراني ذو طبيعة دولية وليس له حدود، ما يعني أن التصدي له يتطلب تعاونًا دوليًا، وسوف يتحاور الدبلوماسيون المشاركون في هذه الورشة حول الأدوات المطلوبة لتحقيق الأمن السيبراني، وتحتاج إلى مساهمة كل دولة، وما يحدث الآن من تكاتف وتعاون بين المملكة العربية السعودية والإمارات يعكس اهتمامهما بأمن المعلومات، وهذه خطوة إيجابية وتدل على اهتمام البلدين بهذا الموضوع، وعلينا أن نطرح قضايانا في مثل هذه الورش التي قد تخرج بنتائج إيجابية على كيفية عمل الأمن السيبراني.