فهد بن جليد
مع الانفتاح السياحي الذي نشهده اليوم سأعيد نشر هذا المقال الذي قدمت فيه عام 2015 بعض الأفكار والمقترحات للتنشيط السياحي في المملكة «يُقال: إن النشيد الإمبراطوري الروماني، مُستوحى من (زامل نجران) الشهير، نقله القائد الروماني (جايوس ماريوس) قبل -ألفي عام- عندما انكسر جيشه أمام (أهازيج وزامل) أهل نجران، الذي أعجبه ليعود به إلى بلاده.
لا أعرف على ماذا استند الباحث والمؤرخ محمد القحص، عندما أكد أن الزامل هو مُلهم نشيد الرومان، أنا شخصياً لم أكن أعرف هذه المعلومة القيمة حتى نشرتها الزميلة (مكة)، وبالمناسبة إذا ثبتت صحتها بالفعل، فهي كنز عظيم يجب استثماره سياحياً من قبل هيئة السياحة بالتعاون مع هيئة الثقافة وجمعية الثقافة والفنون، لتكوين فرقة (الزامل) لتُقدم للعالم، كـ(لون شعبي سعودي) أصيل في الجزيرة العربية، ألهم الرومان ليتغنوا بنشيدهم الإمبراطوري (ذات يوم).
نحن نفتخر باحتضان بلادنا أقدس بقاع الأرض (مكة والمدينة)، ولكن مثل هذه المعلومات التاريخية، والأماكن الأثرية لها قيمتها، واهتمامها، وهي بالمناسبة تُروج للسياحة في بلادنا بشكل جيد.
الخوف ألا يتم استثمار هذه الفرصة بالشكل الصحيح، تماماً مثل ما حدث مع بعض المواقع والأساطير التي رواها بعض شعراء الجاهلية، كأسطورة العشق الشهيرة التي وقعت بين (جبل طميه) و(جبل قطن)، عندما حرك العشق (الجبل الأول) من الحجاز، ليزحف نحو معشوقته (الجبل الثاني) شمال غرب القصيم، وهي القصة الشهيرة التي ذكرها امرؤ القيس في معلقته الشهيرة (قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ)، وبالمناسبة هناك من الأجانب من يسأل دوماً عن (صحة الأسطورة) وموقع جبال العشق، وهي مناطق جذب يمكن تقديمها بشكل جيد للعالم.
وعلى ذلك قس أطلال قصر (عنترة بن شداد العبسي) شبه المنسي في (قصيباء) شمال القصيم، وحصاته (عبلة) بعيون الجواء، وهي مواقع سياحية مُدرجة ضمن برامج (هيئة السياحة)، ولكن استثمارها سياحياً لا يزال يسير بخطوات مُتثاقلة.
هنا أقترح عرض هذه المواقع للاستثمار والتطوير التجاري، بتطويرها وتأجيرها، عبر خلق شراكة مع القطاع الخاص، لكتابة هذه (الروايات التاريخية) بالاعتماد على مصادر موثوقة، ثم ترجمتها والترويج لها في العالم، لتسيير (رحلات سياحية) تكون مُخصصة لزيارة هذه المواقع الأثرية، الضاربة في جذور التاريخ.
نحن نملك على أرض السعودية الحبيبة (كنوزاً تاريخية وأثرية عظيمة) في كل منطقة، جديرة باهتمام واستثمار القطاع الخاص، ليُصافح ويترجم جهود السياحة.
وعلى دروب الخير نلتقي.