د. خيرية السقاف
ليس بلسان الاقتصادي, ولا برؤية رجل المال, وإنما بلسان المواطن, أحدث بالحالة الجمعية العامة بعد إعلان الاكتتاب في هذه الشركة..
أحدث بشعور الفرد المنتمي لهذه الأرض, البيت الكبير له,
الأرض الغنية بمقدراتها؛ بمنجمُ مكنون خيرات الله باطنها, وبكيانات نفوس يدب إنسانها على ثراها,
ذلك المكنون باطنها, وهذا الكائن على ظهرها يلتقيان عند نقطة شراكة في أكبر مصادر خيراتها, وإمدادها, «شركة أرامكو»..
حين تم طرح الاكتتاب للمواطن في أسهمها أمس الأول بحد أدنى, ولا سقف لأعلى, أسوة بالمؤسسات المالية العظمى باختلاف نشاطها, ومكانها, وهويتها..
اختلج في حس هذا المواطن العديد من المشاعر, وانضوت بفرحة نابعة بالإحساس بدوره في ضخ شريانها بشيء من عرقه, وأمله, ومشاعره..
تلك جداول بهجته بفرصة الاكتتاب ولو بسهم واحد في هذا الكيان العملاق بعد أمنيات, وكثير تطلعات بأن يكون له ولو فسيلة في كيانها, وعِرقاً في نسيجها, توطيداً لانتمائه, وتفعيلاً لدوره في نمائها..
إنها غاية مسرَّته, ومنتهى اطمئنانه بأنه جزء من الكل في هذا الكيان الوطني الشامخ, الفارق بين الكيانات الاقتصادية العالمية...
إن «أرامكو» في اقتصاد الوطن, والعالم أجمع, التي هي مصدر الثروة النفطية الأولى في العالم, ومتنوِّعة المصادر المستحدثة, بيسير ما أتاحته منها للمؤسسات العالمية أنموذجاً, وبما أتاحته للمواطن من شراكة مسؤولة ليكون جزءاً في كيانها قد ضخت في عروقه وعداً جديداً بالانتماء, ودفقاً سعيداً من الشعور, ويقيناً أكيداً بلحمة التطلعات, وتوحّد الآمال, ومنتهى الغايات, وبالوعي الفردي.
فهذه الشركة العالمية, الوطنية الكبرى ستثمر بتنوّع مصادرها, واتجاهات صناعاتها, ومختلف مناجمها, وتعدد شراكاتها..
نعم، ستثمر اقتصاداً عالمياً بحجم أهدافها, ومكاسبها, يتسع بحجم ما صنعته من معجزات تفرّدها...
وسيحقق الوطن بآثارها, وبسواعد أبنائه, وبركائز ثقتهم وبمكاسبها, مستقبلاً أكثر عطاء,
وأثرى فروقاً مشرقة, بناءة ليس في حدود الوطن, وإنما لإسعاد البشرية حيث الحياة..