د.عبدالعزيز الجار الله
كيف استطاعت إيران الفارسية (40) مليون نسمة هضبة فارس، من أصل (75) مليون إيراني هم خليط من قوميات وأقاليم دول احتلت أراضيها: البلوش والأذار والترك والأكراد والأحواز العرب، كيف استطاعت إيران أن تسيطر وتأثر وتثير القلاقل في دول عربية: العراق (40) مليون نسمة، سورية (25) مليون، اليمن (30) مليون (10) مليون مع المهجرين، المجموع حوالي (105) مليون؟.
كيف استطاعت إيران من خلال المذهبية والعقائدية أن تجعل الأشخاص من جيل الأمس تدمر أوطانها بأيديها، لذا قال جيل اليوم من شباب ثورة العراق ولبنان بقولهم: نحن أي الشباب لا علاقة ولا ننتمي ولا نتبع لأي طائفة أو مذهب أو حزب أو وزير أو جماعة، نحن ننتمي للعراق ولبنان الدولة والأرض، لا أحد من جيل الشباب يرغب أن يكون تحت مظلة طائفة أوحزب أو جماعة دينية أو ميليشيات، لأنهم اكتشفوا أنهم عاشوا في كذبة كبيرة هي الطائفية المذهبية التي زرعتها لهم إيران، والتي ورثتها من الاستعمار الأروبي الذي قسم لبنان دينيًا وطائفيًا، والعراق قسمه إلى مذهبين قبل أن يغادر وجعل الزعامات في سورية ولبنان بأيدي الأقلية والمذهبية المخالفة لمعظم سكان الوطن العربي، وفي العراق ترك حدوده الشرقية سائحة مع إيران التي مكنها من احتلال الأقاليم المحيطة بها في الربع الأول من القرن العشرين ومن أبرزها احتلال شريط الساحل الشرقي للخليج العربي دولة الأهواز، وآخر الاحتلال قبل مغادرة السيطرة الأوروبية الجزر الإماراتية الثلاث عام 1972م.
إيران التي هربت من محيطها الأصلي وسط آسيا وجوارها الباكستان وأفغانستان ودول وسط آسيا التي كانت تحت مظلة الاتحاد السوفيتي السابق وجدت أرض الخليج العربي والعراق والدول العربية أرضًا لينة وغير وعرة وداخلها بعض الشعوب التي تم غزوهم عبر وهم المذهبية التي غذتها ثورة الملالي في طهران عام 1979م.
مرحلتنا القادمة هي ضرورة العودة إلى الجذور العربية والإسلام الحقيقي وليس المذهبية الإيرانية أو الطائفية اللبنانية، وإلى الدفع بإيران في محيطها الوسط الآسيوي.