علي خضران القرني
المساعي الجادة، وحسن النوايا، والتوجيهات الرائدة، والجهود الحثيثة، من لدن خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، -يحفظهما الله- نحو إيجاد سلام دائم في اليمن، انبثق عن ذلك توقيع (وثيقة اتفاق الرياض) بين الحكومة الشرعية والمجلس الجنوبي الانتقالي في مدينة الرياض، عاصمة السلام، حقنًا للدماء بين الأشقاء، وليرفرف علم السلام في سماء اليمن، بالمحبة والوئام، ودحر مكائد الأعداء التي زرعت الفتن وشقت الصفوف ونشرت الفوضى والجوع وأهلكت الحرث والنسل، وقضت على البنية التحتية لشعب اليمن السعيد. لأهداف توسعية، تخطط لها (إيران) وتنفذها فئة الحوثي المسيرة بأمره.
لقد كان لهذا الاتفاق صداه الواسع، على المستوى الخليجي والعربي والدولي، لأنه يمثل خطوة موفقة في رأب الصدع وإصلاح الشأن وجمع الشمل في البيت اليمني. بصفة شاملة ودائمة، وهو ما هدف إليه الاتفاق وباركته المملكة لتحقيق السلام في اليمن خاصة، والمنطقة عامة.
فمنذ تدخل الحوثيون في اليمن تحت مظلة (إيران) وتلبية لنداء الجوار من الحكومة الشرعية في اليمن فقد هَبّت المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا وقيادة بتلبية نداء واجب الجوار بمساندة قوى التحالف وفي طليعتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وكونت جسرًا منيعًا وحصنًا حصينًا أمام شرذمة الحوثيين وأسيادهم في إيران، فما استطاعوا مضيًا وما استطاعوا تحقيق مآربهم الشريرة بإذن الله.
ويشاء المولى عز وجل أن يرتفع علم النصر وصوت الحق مدويًا من عاصمة السلام (الرياض) باتفاق من الحكومة الشرعية والمجلس الجنوبي الانتقالي في وحدة تكاملية قوامها التعاون والمصداقية لما فيه خير اليمن وأهله، وسحق الأيدي الخفية التي طالما حولت اليمن السعيد إلى هوة سحيقة من المؤامرات والقتل والتشريد، يواكب مسيرتها المخلصة المظفرة في عهدها الجديد، المملكة العربية السعودية، لتحقيق الأهداف التي بني عليها (اتفاق الرياض) والإمارات العربية المتحدة التي يهمها أن ينال اليمن حقه المشروع في بناء دولة حرة ترعى مصالحها الوطنية وتوفير الحياة الكريمة والعيش الهنيء لشعبها أسوة بالشعوب الآمنة المستقرة.
خاتمة: لقد أكَّد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، في كلمته عن الاتفاق بأن المملكة «كانت على مر التاريخ داعمة لليمن، وأن هذا الاتفاق يمثل خطوة نحو الحل السلمي وإنهاء الحرب في اليمن، وأن حكمة أبناء اليمن تسمو فوق كل التحديات، وأن كل يوم يجتمع فيه اليمنيون هو يوم فرح للمملكة.. فالمملكة كما هو معروف داعم الآن ومستقبل لليمن وشعبه (سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وتنمويًا وإغاثيًا) وفي كل المحافظات وصولاً لاستعادة الدولة وإنهاء التدخل الإيراني ومكافحة الإرهاب، وأن الرياض ملتزمة باحترام كل ما يتفق عليه الشعب اليمني ومكوناته في المستقبل. مع التأكيد على تقدير المملكة لدور دولة الإمارات في الوصول إلى هذا الاتفاق بعد أن قدمت كما قال الأمير محمد بن سلمان تضحيات جليلة في ساحة الشرف مع جنود المملكة ودول التحالف».
عاشت المملكة العربية السعودية حصنًا حصينًا وجسرًا منيعًا لكل العرب والمسلمين بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يحفظهما الله..