عثمان بن عبدالمحسن العبدالكريم المعمر
قبل أيام عرضت عليّ إحدى كريماتي، أن أذهب معها وزوجها والأحفاد لمدينة عنيزة، وقد صادف ذلك هوى في نفسي فلبيت طلبها، ولكن نظرًا لظروف أحد الأنجال قررنا أن نلحق بهم بالقطار، وفي عصر يوم الخميس من 25 - 12 - 1441 امتطينا قطار سار من محطته الأنيقة والنظيفة جدًا والهادئة في الثمامة بالرياض، وذهلت لمستوى نظافة المحطة، وكذلك أناقة القطار، واتساع مقاعده وجمالها، ونظافة دورة المياه فيه، وطريقة تقسيمه إلى عربات صغيرة أنيقة مريحة، فلا ازعاج ولا ضجيج، ووجدت أن العاملين على متنه شباب سعوديون ودودون مريحون يتعاملون مع الركاب بكل لطف وأناقة، وقبل أن يتحرك القطار صوب وجهته التي هي محطة المجمعة أولاً ثم محطة القصيم، تم توزيع الماء البارد، ثم أديرت فناجيل القهوة، ثم تم سؤالنا إن كنا نريد العشاء، فقلت في نفسى لأجرب ماذا يقدمون، فسألته فقال سمك وأرز، وجيء به في الحال، وكان سمكًا جيدًا خاليًا من العظام، ثم بعد قليل تم سؤالنا إن كنا نريد الشاي أو القهوة، فقلت الشاي، ولم تمض دقائق قليلة إلا وأعلنوا الوصول للوجهة الأولى وهي محطة المجمعة، عساها السيل، ثم انطلق بنا قطار سار مجددًا، وبعد فترة يسيرة توقف بنا القطار، فقد وصلنا محطة القصيم، وكان مما لفت انتباهي أن نسبة الراكبات للركاب كانت الأغلبية من الجنس اللطيف المحتشم ومما أدخل السرور على قلبي سرعة التقاط المخلفات التي لا يحتاجها ركاب سار، مما يبقي المكان نظيفًا تمامًا، وذهبت لأغسل يدي في دورة المياه، فوجدتها نظيفة وأنيقة، وبينما أنا في رحلة ممتعة في قطار سار، تذكرت أنني كنت قد سافرت بقطار الرياض - الدمام قبل ما يزيد على نصف قرن، وكانت الأبواب مشرعة أثناء سيره، والأتربة تعطر الأجواء، وكل ما فيه لا يجلب الراحة، وتمنيت آنذاك أن تنقضي الساعات الطوال في رحلتنا وأقول لهم: باي باي.
وعلمت من ابنى أن ما طرأ على قطار الدمام - الرياض هو تحسينات طفيفة، وكذلك الخدمات والسرعة لا ترقى إلى مستوى قطار سار، الذي هو فعلاً سار، والأمل معقود على سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الشاب الطموح، أن ينفخ فيه الروح، فهو الأهم لمن يترددون كل أسبوع أو أسبوعين بين المنطقة الشرقية والوسطى، ذات الكثافة البشرية، وعماد الاقتصاد، كما هي القصيم، حبا الله بلادنا بكل خير وأمن وأمان مع قيادة مخلصة تحب شعبها وشعبها يبادلها حبًا بحب.
ملحوظة:
المفروض أن قائد قطار سار أو مساعده يتحدثون للركاب عن المدن والقرى التي يمر بها القطار، وعن تاريخ المنطقة، وعن مشاهداتهم، وأي شيء يطرأ أثناء الرحلة، توسعة لمدارك المسافرين، وتسلية لهم، وحتى لا يشعروا بالملل من الرحلة، ويكون ذلك زيادة في المتعة.