عبد الرحمن بن محمد السدحان
1) حياتك عبارة عن محطات متنوعة.. قضيت طفولتك في أبها، وتنقلت بين جازان والطائف ومكة وجدة، درست في لبنان، وابتعثت لأمريكا، هذا التنوع الثقافي والتجارب المختلفة، ماذا شَكَّل في نفسك؟ وماذا منحك؟
رحلة طويلة في دروب الزمان والمكان اكتست رداءً فيه شيءٌ من معاناة، وشيءٌ من شقاء، وشيءٌ من الحرمان من حنان الأم ورعاية الأب، لكن الله منحني رغم ذلك كله بصيرةً ساعدتني على اختراق سحب شتات الطفولة وشقائها وبراءتها، وألهمتني اتخاذ قراراتٍ بمقاييسِ ذلك المكان والزمان، وإلاّ.. فكيف أقدمت بإصرار على «الهجرة» إلى جازان على ظهر (بعير) ضمن قافلة تجارية لحاقًا بسيدي الوالد رحمه الله، لأمضي ستة أيام وليال حتى حقّقتُ أربي ولما أتجاوز بعد الثامنة من العمر، وما تلا ذلك من حِلّ وترحال من أبها إلى جازان فالطائف فمكة فجدة ثم لبنان فالرياض، وبعد ذلك الابتعاث إلى أمريكا طلبًا للعلم، كان كله مزيجًا من الجهد والأرق والفرح والترح وصولاً إلى ما كتبه الله لي اليوم، عملاً واستقرارًا ومعاشًا.. والحمد لله مرة أخرى، أولاً وآخرًا!
***
2) معركتنا مع السعودة وتوظيف الشباب والقضاء على البطالة.. كيف يمكن الانتصار فيها؟
لا أدري مَنْ سينتصر على مَنْ أو ماذا في هذه المعركة، ومتى؟ لأننا لم نزل في أوائل المشوار. القطاع الخاص يفتقر إلى الوقت والتجربة كي تستقر في وجدانه ثقافةُ الاعتماد على الشاب السعودي المؤهل والاعتراف بمواهبه وحقوقه وقدراته، ومنحه فرصة تنمية الولاء له ولعمله، والبذل في سبيله، والشاب بدوره يحتاج إلى وقت مماثل لوأْد وساوسه عن القطاع الخاص، والإقلاع عن (أفيون) الوظيفة الحكومية! ومتى بلغنا مستوى مُرضيًا في الجبهتين، عندئذٍ، قد تصبح البطالة في مجتمعنا من ذكريات الأمس!
***
3) ما أبرز عيوبك وأوضحها للآخرين؟
عيوبي كثيرة، منها ما أدركه بالإحساس المباشر، ويعرفه الناس، ومنها ما أجهله وقد لا يخفى بعضه على بعض الناس. وأبرزُها إخفاقي في التحكم بمشاعري أحيانًا، مع شيء يشبه الغلو تعبيرًا عن ذلك! لكن هذه المشاعر تظلُّ كسحائب صيف تتكاثف بسرعة، وتُسقِطُ ما تَحمله بسرعة، ثم تختفي وتزول.. وتعود الشمس تشرق في دنياي من جديد!
***
4) متى تفرح؟ ومتى تصبر؟ ومتى تبكي؟
أفرح متى غابت دمعتي وراء أفق الحزن، وأبكي إذا توارت عني ابتسامة الفرح، وأصبر ترحيبًا بما كتبه الله لي في كلا الحاليْن!