«الجزيرة» - محمد السنيد:
يكرم منتدى عبد الرحمن السديري اليوم بحضور عدد كبير من المسئولين والاقتصاديين ورجال الفكر ، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء على جهوده الكبيرة التي بذلها طوال 20 عاماً في تأسيس صناعة السياحة في المملكة العربية السعودية، وأوضحت إدارة المنتدى أن اختياره من قبل هيئة المنتدى شخصية المنتدى لهذا العام، بالنظر إلى إسهاماته المتميزة في مجال السياحة والتراث في المملكة، خلال فترة عمله في المجلس الاستشاري للهيئة العليا للسياحة ومبادرة خادم الحرمين للعناية بالتراث الوطني ورئاسته لجنة إعداد الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية، وكذلك خلال توليه رئاسة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وما تحقق في عهده من إنجازات وتنمية سياحية متميزة، على مدى العقدين الماضيين.
ويحسب للأمير سلطان بن سلمان أنه نجح في تأسيس منصة كاملة لصناعة اقتصادية جديدة، كما أن الهيئة عملت منذ سنوات لتأسيس قواعد متينة لصناعة اقتصادية كبيرة، وهو ما جعلها جاهزة ومهيأة لبرنامج التحول الوطني من خلال برامجها ومبادراتها التي وجد البرنامج أنها جاهزة للانطلاق، وتحقيق التنمية السياحية التي يتطلع إليها المواطن.
وتقديراً لجهود سموه الكبيرة، كرمته منظمة السياحة العالمية في دورتها الـ «22» المنعقدة ، في مدينة شنغدو الصينية تقديرا لدوره في دعم وتنمية الحركة السياحية، وتغيير وتطوير نظرة المجتمع للسياحة والتراث، ودعم جهود وبرامج منظمة السياحة العالمية. وقال الدكتور طالب الرفاعي، الأمين العام للمنظمة، خلال التكريم الذي حضره نائب رئيس الوزراء الصيني و1100 مسؤول و75 وزيرا يمثلون 132 بلدا حول العالم، إن الأمير سلطان بن سلمان شخصية تستحق التكريم، حيث عمل لصالح قطاعات السياحة في السعودية بشكل جاد.
وفي المجال العربي، كان للأمير سلطان بن سلمان الدور الرئيس في تأسيس منظمة السياحة العربية التي يمثل رئيسها الفخري، كما تبنى سموه تشكيل المجلس الوزاري الخليجي للسياحة واعتماد (الرؤية الشاملة للعمل السياحي المشترك في دول مجلس التعاون الخليجي)، وتبنى سموه مبادرة لربط السياحة بالتراث على مستوى وزراء السياحة والتراث في دول مجلس التعاون الخليجي وعلى المستوى العربي.
وطالب سموه بربط بين السياحة والثقافة والتراث لوضع أسس للهوية الوطنية وربط الشباب ببلادهم وتاريخهم وتعزيز الانتماء لهويتهم، وعمل في عقد لقاء سنوي للمسؤولين عن السياحة مع نظرائهم المسؤولين عن الثقافة بهدف رسم أطر الهوية الوطنية العربية وتعزيزها.
وكان للأمير سلطان بن سلمان الدور الرئيس في تأسيس صناعة السياحة في المملكة، ووضع الأنظمة الحكومية التي شكلت البنية النظامية للقطاع بعدما كان يعاني من التشتت، والتي بدأت باستراتيجية التنمية السياحية التي أقرتها الدولة عام 1425هـ، وكانت لجهوده الحثيثة الأثر في استصدار قرارات حكومية تتعلق بدعم قطاع السياحة والتراث الوطني، وتمويل القطاع، وتأسيس شركات وطنية سياحية وتراثية، إضافة إلى تعزيز قطاعي المعارض والمؤتمرات وقطاع الحرف اليدوية من خلال برنامج مستقلين، وتنظيم وتطوير الخدمات السياحية من خلال تصنيف وتنظيم قطاعات الإيواء والسفر والسياحة، وتطوير الفعاليات السياحية، واهتم بدعم المستثمرين في القطاع وتعزيز الشراكة معهم انطلاقاً من منهج الشراكة الذي تميزت به الهيئة من القطاعين الحكومي والخاص والمواطنين، وتوجهت جهود دعمه للمستثمرين بتأسيس الجمعيات المهنية السياحية التي تعد الأولى من نوعها في المملكة. وفي مجال التراث الوطني كان الإنجاز الأبرز لسموه هو جهوده الملموسة في تغيير مفاهيم المجتمع المتعلقة بالتراث سواء في مجال الآثار أو التراث العمراني، وتغيير نظرة الشك إلى نظرة اعتزاز وانتماء، وإيمان بأهمية التراث في تعزيز الهوية الوطنية وتحويل القطاع إلى قطاع اقتصادي منتج. وانتقل بقطاع الآثار بمجالاته المختلفة إلى مرحلة جديدة بعد ضمه للهيئة في عام 1429هـ ليحقق نقلات نوعية في مجال الكشوفات الأثرية والبحث العلمي الأثري، وتطوير المتاحف حيث تشهد مناطق المملكة منظومة من المتاحف المطورة والجديدة تصل إلى 11 متحفًا إضافة إلى المتاحف المتخصصة.
ومن الإنجازات المهمة لسموه تبني تسجيل مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو التي وصلت حتى الآن 4 مواقع، إضافة إلى موافقة المقام السامي على تسجيل 10 مواقع يجري حالياً العمل على تسجيلها في القائمة الدولية.
وتعد معارض الآثار من أبرز إسهامات الأمير سلطان بن سلمان وعلى رأسها معرض روائع آثار المملكة الذي طاف 12 متحفاً عالمياً في مدن أوروبية وأمريكية وآسيوية، وكان له دور بارز في التعريف بتاريخ المملكة وحضاراتها المتعاقبة.