فهد بن جليد
مادة الثقافة والفنون التي تم الاتفاق المبدئي بين وزيري الثقافة والتعليم حول إدراجها في المناهج الدراسية للتعليم الأهلي والعام، ستكون قفزة نفسية كبيرة ومهمة في مسيرة التعليم في بلادنا، وهي في ظني واحدة من أمتع المواد الدراسية وأكثرها قبولاً عند الطلاب مُستقبلاً، كونَّها تؤسِس لمنهج دراسي جديد مليء بالقيمة والمكانة الثقافية والفنية إضافة لتعلم البهجة والفرح، وقراءة مُختلف المكتسبات الفنية وتعلمها بطريقة صحيحة ومنهجية ليكون لها أكبر الأثر على شخصية الطالب والطالبة في مدارسنا، شريطة ألا يُنظر إليها كماد ثانوية غير مهمة (كمادة التربية الفنية) التي عانت من الإهمال لسنوات طويلة في مدارسنا ولا تزال -مع الأسف- بعدم إعطائها الأهمية اللازمة والمكانة اللائقة، واعتبارها وقتًا للتنفيس عن الطلاب والتسلية لا أكثر، وربما أخذ نصيبها معلم مادة أخرى، بينما هي مادة تهذيب وإبداع ترفع الذائقة والإحساس بين الطلاب للقيمة الفنية والمعنى الجمالي للأشياء والألوان من حولنا، لم يتم استثمارها وتقديمها بالشكل المؤثر في شخصية الطالب والمفيد له.
المُفرح في اتفاق التعليم والثقافة المبدئي، أنه يمنح الجهة الأنسب (الثقافة) صلاحية إعطاء التصاريح والرخص للأنشطة والمسارات الثقافية والفنية، إضافة للتصريح للمعاهد والجامعات والكليات والمدارس الأهلية بالبرامج والأنشطة والمسارات التعليمية المستحدثة في الثقافة والفنون، وهذه خطوة مُتقدمة لوضع كل هذه المسارات والأنشطة في طريقها الصحيح، للإشراف عليها من الجهة المعنية والمختصة، وربما مستقبلاً منحها حق التصريح لإنشاء تلك المعاهد والكليات والمدارس الأهلية، حتى تكون المُخرجات التعليمية متوافقة مع خطط صناعة الثقافة والفنون في البلاد.
بقي أن نُشيد بفكرة دراسة استخدام وتشغيل مرافق وزارة التعليم كمسارح المدارس والجامعات من قبل وزارة الثقافة، وهذا استثمار حقيقي لهذه الإمكانات والمقار، أتمنى أن يمنح الثقافة والفنون في بلادنا منصات جديدة على مستوى عالٍ من التجهيزات اللازمة، وهو ما يعيدنا للمربع الأول بضرورة التفكير في استثمار المُنشأة والمبني التعليمي بقيت اليوم - بشكل لا يخل بالعملية التربوية والتعليمية- فلدى وزارة التعليم مبانٍ مدرسية رائعة في مواقعها وتصاميمها ومساحاتها وإمكاناتها وتجهيزاتها، يمكن أن تتحول إلى منارة أخرى مُضيئة ومفيدة للوطن خارج وقت المدرسة، لو تم استثمارها بالصورة الصحيحة والمُناسبة بدل أن تبقى مُغلقة ثلاثة أرباع اليوم، إضافة لمُدَد الإجازات المدرسية طوال السنة.
وعلى دروب الخير نلتقي.