د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** كما سمته وهدوئه شخصه ونصه؛ فقد عرفناه من أيام جزيرة الناصرية؛ يأتينا محملًا بخلقه العالي ومعه مقالته التخصصية فلا يسأل متى تنشر ولا كيف تنشر، وإذا رآها في الجريدة جاء بسواها، ولعل ذاكرته تستدعي تفاصيل تلك المرحلة التي شئنا بها الخروج من صراع الحداثة والتقليد ضنًا بجهدنا وخشيةً على ضمائرنا ورغبةً في النأي عن مساحات التلاطم والتشاتم.
** كان الدكتور عبدالله ثقفان المهموم بالدراسات الأندلسية واحدًا ممن واكبوا رحلتنا الأولى يوم انشغل الناس بصراعات الأدلجة المستترة والمعلنة، ولم يكن للحياد حضور في تلك الخصومات؛ فالعنوان الإثاريُّ مفضل، والناتج الآثري مهمل، والحكايةُ لغوٌ انتهى، والظن أن أربابه انتهوا معه، وبقيت الحقيقة غير مدينة لصاحبٍ ولا صاخب، ودارسو الحراك الثقافي بعد منتصف الثمانينيات وخلال حقبة التسعينيات قادرون على فهم المعادلة وحل رموزها والحكم لإيجابياتها ومحاكمة سلبياتها.
** انقطعنا عنه أو انقطع عنا، وقصرنا بحقه –كما نحن مقصرون بحق كثيرين– فكانت فكرة هذا الملف «الوفائي» عنوانَ التفاتٍ لأحد مثقفينا الهادئين الذين لم يجتذبهم تيار أو يُغرِهم أنصار؛ فظلُّوا مخلصين لأبحاثهم ومهامهم، ولعلهم يجدون ما يكافئُ سعيهم ووعيهم وبذلهم وفضلهم.
** الوفاء انتماء.