عادت بي الذاكرة إلى سنة (1397هـ) حين كنّا عصبة من طلاب الدراسات العليا في السنة التمهيدية بجامعة الرياض -سابقًا- الملك سعود حاليًا في كلية الآداب، نحو: تسعة رهط من أبناء المملكة العربية السعودية، تجمعوا من بعض كليات الجامعة، مثل: كلية التربية وسواها، ولما قضينا درسنا بعد تمام مرحلة الماجستير، تفرّقنا، فمن أولئك من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، ومنهم من سافر خارج البلاد، يدرس في جامعات العالم، أما الذين حملوا رتباً علمية من أبناء المملكة، فقد وجهوا للتدريس يدرسون الطلاب، مواد الإعداد العام في كليات الجامعة العلمية، فالمعيد والمحاضر ليس لهما حظ في تدريس مواد التخصص، حتى إذا انتقلت إلى فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالجنوب، في كلية اللغة العربية لحق بي أخي الدكتور عبدالله ثقفان، إذ تم تعيينه أستاذًا مساعدًا في الكلية، ثم عاد إلى الرياض في الجامعة نفسها، حيث بقي الود بيننا، تعمره المحبة.
على ذا مضى الناس اجتماع وفرقة
وميت ومولود وقال ووامق
تغيّر حالي والليالي بحالها
وشبت وما شاب الزمان الغرانق
ولما عدت إلى الرياض أستاذًا زائرًا في الجامعة نحو سنة (1426هـ) كان أخي الدكتور عبدالله على عهده لم تنقطع صلات المحبة والوفاء فهو –وفقه الله- على خلق عظيم، من بيت سؤدد ومجد، وهو النابه المحب لوطنه، المخلص لعمله وعلمه، اتجه لدرس الأدبي العربي في الأندلس، فألف كتاب «المجالس الأدبية في الأندلس»، واتجهت لدرس أدب الجزيرة العربية فكانت كتب: «تاريخ اليعسوب»، «والفصول في تاريخ أدب الجزيرة العربية»، و»نشأة الأدب السعودي المعاصر»، وقبل ذلك كان درسنا في الجامعة على أيدي علماء أفذاذ من أبناء البلاد، وإخوانهم من خارجها.
** **
أ.د. عبدالله بن محمد أبو داهش - المحاضر والأستاذ سابقاً في جامعات الملك سعود، والإمام محمد بن سعود الإسلامية، والملك خالد