محمد جبر الحربي
الْمَنْزِلُ شَابَ كمَا شِبْنَا،
وَالطَّيْرُ تُغَنِّي ترْنِيمَةَ حُزْنٍ..
لِلشَّجَرِ المَائِلِ دُونَ جُذُورْ.
وَالْوَحْدَةُ تعْبرُ مَغْرِبَ شَمْسٍ
دُونَ اسْتِئْذَانٍ..
فَوْقَ السُّورْ.
وَالليْلُ كَئِيبٌ،
أنْهَى آخِرَ حَبَّاتِ دَوَاءٍ أدْمَنَهَا،
يَلْتَفُّ عَلَى الظلْمَةِ كالكَلبِ المَسْعُورْ.
السَّاعَةٌ رَاقِصَةٌ..
أعْيَتْهَا الحَانَةُ،
وَالوَقْتُ على الإِيقَاعِ يَدُورْ.
يُطرَقُ بابٌ..
تَفْتَحُ سيدةٌ مِنْ تِينٍ وحَنِينٍ وعُطُورْ.
- يا هذا الطارقُ مَنَ أنْتَ، تَفَضَّلْ
يَدْخُلُ..
لا شَيْءَ كمَا يَعْرِفُهُ
لا السَّيِّدَةُ هناكَ كمَا يَرْجُو
لا شَيْءَ سِوى الوَهْمِ
يقودُ الحَالِمَ للشُبَّاكِ المَهْجُورْ.
يُسْرِعُ للنافذةِ الأولَى يَفْتَحُهَا
روحٌ في النافذةِ الأخرى
رُوحٌ أُخْرَى تَتَلوَّى مِثلَ ضَيَاعٍ
وتَدُورُ على أضْلُعِها، فتَثُورْ.
تَبْحَثُ عَنْ سَيِّدةٍ مِنْ مَطَرٍ..
وَضَبَابٍ وَبَخُورْ.
تَرْقُصُ كَالسَّاعَةِ..
يَرْقُصُ كَالعُصْفُورِ المَذْبُوحِ على طَبَقِ النُّورْ..!