عرض وتحليل - حمد حميد الرشيدي:
عن (نادي الرياض الأدبي) صدر هذا العام 2019م كتاب بعنوان (الشاعر الجريء مطيع بن إياس) لمؤلفه الدكتور/ فايز بن مشوط آل مروان.
وهذا الكتاب عبارة عن بحث، ألقى من خلاله الباحث الضوء على شعر الشاعر العباسي المخضرم مطيع بن إياس, الشاعر الأموي، وأحد شعراء العصر العباسي الأول, الذي يعد واحدًا من أبرز شعراء عصره, بل أحد الشعراء الذين جددوا في القصيدة العربية, وحاولوا الخروج بها من ديباجتها التقليدية وإطارها الكلاسيكي إلى آفاق جديدة, وفضاءات أرحب.
وهذا ما ذكره المؤلف في مقدمة الكتاب, حيث يقول متحدثًا عن مكانة هذا الشاعر في عصره وفضله على شعرائه:
«يمثل شاعرنا مطيع بن إياس رأس المجددين في الشعر العربي مع غيره من شعراء عصره، من أمثال أبي نواس والوليد وغيرهما. كما أنه يأتي على رأس الشعراء المخضرمين الذين عاصروا بني أمية وعصر بني العباس».
وحول هذه الدراسة وأهميتها، ودافع الباحث/ المؤلف الذي دفعه لتقديم هذه الدراسة عن شعر ابن إياس, يستأنف حديثه من المقدمة ذاتها قائلاً:
«ولم أجد - فيما أظن - دراسة تناولت شعر مطيع بن إياس بالوصف والتحليل؛ فكان دافعًا لي أن أسبر أغوار هذا الشاعر بتناول قصائده ومقطعاته, وأقف عند أغراضه الموضوعية, وأساليبه اللغوية, وعناصر الصورة الشعرية ومكوناتها وأنماطها, وكذلك أوزانه وقوافيه. كما أنني لم أجد - فيما أظن - ديوانًا مستقلاً، يحمل بين طياته أشعار ابن إياس، بل وجدت أشعاره مجموعة في كتاب (شعراء عباسيون) لجوستاف فون جرنباوم, ترجمة يوسف نجم , ومراجعة د. إحسان عباس؛ فكان حريًّا أن أقف عند هذا الجمع بالشرح والتحليل». انتهى كلامه.
وتأتي كلمة الدكتور فواز اللعبون في (التقديم)، الذي تصدر صفحات الكتاب, من الأهمية بمكان؛ إذ أضاء بعض الجوانب المهمة حول هذه الدراسة وأهميتها, مشيدًا بما قدمه المؤلف/ الباحث من مجهود علمي منهجي قيم, بقوله:
«... وهذه الدراسة التي بين يديّ تسبر أغوار شاعر، لا يكاد يُعرف إلا بجراءته في طرح رؤاه, وإن كان الطبيب لا يتحرج من معالجة الأدواء فكذلك الناقد الجاد لا يتحرج من التعامل الموضوعي مع أي إنتاج أدبي حتى لو اختلف معه. وأقر بأنني أفدت من هذه الدراسة الشيء الكثير؛ فقد طاف بي الباحث على مضامين أخرى، أبدع فيها الشاعر, وكشف الستار عن جماليات فنية في نصوصه, وقدم ذلك كله وفق منهج مناسب, وعرض أنيق, وذائقة حاضرة».