هل من مُحاكٍ ومُستشعر بوجود الكلام؟
هل من يقينٍ يُثبت ما يدور بهذا الكون؟
سنميل جميعًا لعدم تقبل هذه الفرضية..
لن أتحدث بالتفاصيل كثيرًا لأنها عميقة ومُتجددة وبالتالي يستوجب علينا الاختصار، فالحياة مُحكاة من جميع الجهات وربما لا نشعُر بها ونستشعرها كما ينبغي أنّ تكون، فالأشجار تُحاكي الغصون عندما تهتز من الرياح، وكما في هذه اللحظات أَنثرُ حروفي لمُحاكاة مُخيلاتكم الصغيرة، أسميتها صغيرة لأننا نحن البشر لا نتسع بقدر هذا الكون مهما حدثت من أمور فنتقاسمُها بيننا لذا تُصبح ضروريات وحاجيات وكماليات وكُل منهن ينتظر دورهُ ببطءٍ شديد، وبالتريب الذي يكون فلا يأتون جميعًا، بل يتناوبون، يُرى للجميع بأنّ الشمسَ مُكورة وتُراقبُنا وتتبع خطواتُنا وفي الحقيقة نحن من نُرافقُها، لذا لا تتبع أهواء نفسك، بل اُغرس مبادئك وحاكي أحلامك وتلذذ بفشلك لأنّ في مُحاكاة النفس دواء لكل داء يلدغُها، الرياح لا تستأذن القُبطان لينتبه، بل تهجم دون إذن وتنثر كُل ما على السفينة ومن بينها الإنسان الذي لا يتذكر ربهُ، بل يغفلُ ذكره وفي النائبات يسترجع ما فات، للمُحاكاة الكونية شروط جُزئية ومنها ما يقدر عليه البشر ومنها ما ينفر منهُ البشر، أولاً تقبل مرور الحديث لتُدرك معنى الصمت واستبشر خيرًا لتنعم بالكثير تابع مُحاكاة الكون برضائك عن كُل الفصول هي أربعة فأصنع خامسًا لو تمكنت!
تقبل حياتك وابتسم لنهايتك فالموت لم يكنّ خلاصًا يومًا، بل حياة، وفي مقدورك رسمُها كيفما تشاء، إما نورًا بالهداية وإما ظلامًا بالضلالة.
«المُحاكاة أصلُها قناعة في أول الأمر وآخره»
** **
- غادة آل سليمان