تأفل الأحلام.. فتغادر النوارس الشطآن.. وترحل معها أغاني الصباح.. ويخيم الليل على مدنها..
على وشاحها الذهبي..
وعلى شرفتها الخمرية..
ومزهريتها الوردية..
تتساقط النفثات.. وتعلو الأنات.. وما من كتف غير كتف الليل لتغني عليه.. وتميل راقصة على قمره الشاحب البعيد..
ولأن كتف الليل حزين.. وكسير..تفرش بساطها وألوانها القزحية عليه.. وتملأه بدخان المدينة.. وضباب الهضاب العالية.. ثم تعود لتغني معه الكسر.. بناي وقصيد قديم..
لك الله يا ليل.. كم من ساهر في هذه المدينة يلقاك على طاولة الانتظار.. يرقب مواوويلك.. وقمرك الشريد..؟
لك الله يا ليل كم من حالم يرسم على خيمتك نجوم الحياة.. وأعشاب الربيع..؟
لك الله يا ليل.. كم عانيت.. وكتفك المكسور كان أخر ما يشعر به الساهرون.. والحالمون.. والمترقبون حنينك..!
** **
- د. أمل العميري