د.عقل عبدالعزيز العقل
التعليم الجامعي يساعد في حصول الفرد على مزيد من فرص العمل مقارنة بالأفراد الذين لم يواصلوا دراستهم الجامعية، كما أنه يعد مصدرًا أساسيًا للتنمية البشرية والشاملة؛ ولذلك فإن استقلالية الجامعات وفتح المجال لها للاستثمار في الموارد وتنوع المصادر والأوقاف سيشكل -بإذن الله- عائدًا ربحيًا ومزاوجة بين الجامعة وسوق العمل إذا كان فيه تلبية لاحتياجات المنتج، وخطوات عملية تعرف التحديات وتدرسها بعقلانية ومحايدة، والمرحلة الحالية في الإدارة الجامعية المعاصرة تنتظم بشكل هرمي كبير من أعلى السُّلم الذي يترأسه مدير الجامعة إلى الوكلاء والعمداء ووكلائهم وصولاً إلى الأقسام العلمية بمجالس أقسامها، وهذا يساعد في الحراك العلمي المؤسسي ويضبط العملية التعليمية ويُسهم في رفع الكفاءة المؤسسية ويضمن النزاهة والشفافية والحيادية، إلا أن الطالب هو المخرج النهائي للجامعة ويعد محورًا أساسيًا فيها مهما كان التطور والتغيير، وبالتالي فهو يحتاج إلى صياغة رؤية مستقبلية ذات قيم عالية تُسهم في البناء والتطوير.
وحيث إن هناك تنافسًا وتسارعًا في معظم الجامعات حول الاعتماد والحوكمة والإدارة واحتياجات أعضاء الهيئة التدريسية والاستثمار؛ فقد يحدث ذهولاً عن الطالب والاهتمام به وتعليمه واستثمار مواهبه وتوجيه طاقاته، والقرب منه ومعالجة مشكلاته وتوفير الأمن والاستقرار النفسي له بما ينعكس إيجابًا عليه وعلى الجامعة والمجتمع.
إن طلاب الجامعة يُمثلون واحدة من أهم الفئات المُستنيرة التي يعول عليها كثيرًا في بناء مستقبل الوطن، فمن الضروري أن تعطى مزيدًا من التقدير والاهتمام.
ومن صور استثمار مواهب الطلاب: تدريبهم على مهارات القيادة، وتحمل المسؤولية الاجتماعية، والمواجهة، والمشاركة الفاعلة التي تزيد من كفاءته، ومن الممارسات التي يتكرر الخطأ فيها: ضعف تمكينهم من إدارة الفعاليات داخل وخارج الجامعة.
كما أن بعض المظاهر الطلابية المنتشرة في الجامعات كاطراح الزي المعتاد والظهور بقصات ليست من سِمات المجتمع تُعد مؤشرًا على ضرورة العودة للطالب تخطيطًا وتنظيمًا وتنفيذًا وتقويمًا وغرسًا لمنظومة القيم التربوية والوطنية، ومن التطبيقات المهمة لتعزيز مكانة الطالب: تدريبه على القيادة، والعمل التطوعي، والانتخاب في اختيار المسؤول الطلابي، وكل ما يتيح له النظام في التصويت، وكذلك التدريب على المهام التي يتطلب منها حضور الطالب في الأندية المتنوعة، فلا يزال هذا المطلب عالقًا في الكليات إلا من خلال جهود عمادات شؤون الطلاب التي تحتاج مساندة من الكليات، كما أن أنشطة العمادة المتخصصة بالطلاب لا يرتادها إلا بعض الطلاب وعلى فترات متقطعة.
** **
- عضو هيئة التدريس بجامعة المجمعة