عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) سجلت الأندية السعودية رقماً قياسياً وغير مسبوق في إقالة المدربين منذ الموسم الرياضي الماضي، والذي سجل حالة نادرة ولم تكن متوقعة بعدما تجاوز عدد المدربين الذين أشرفوا على أندية دوري المحترفين لدينا ضعف عدد الأندية، حتى أن بعض الأندية قد استبدلت المدرب أكثر من مرة، والبعض أشرف على تدريب فريقها الأول ثلاثة مدربين حتى أصبح تغيير المدرب لأي نادٍ أسهل من أي أمر آخر، والمشكلة أن البديل دائماً ما يكون جاهزاً وعلى قائمة الانتظار، وإذا تعذر هذا الأمر تم الاستعانة بمدرب طوارئ، سواء مواطناً أو أجنبياً متعاقداً مع نادٍ آخر، ولكن حسب العلاقة والمصالح المشتركة للناديين، وهذا حدث ولكنه سجل فشلاً ذريعاً ونتائج عكسية، ومتوقع أن يكون لأن سياسة القص واللصق والنفس القصير دائماً ما يكون مصيرها الضياع وتسجيل فشل يفوق ما كان عليه قبل مدرب (الفزعة) وقد اعتقدنا أن الأمر استثنائي ولن يتكرر وكان مرتبطاً لموسم شهد كثيراً من المتغيرات في ارتفاع عدد اللاعبين المحترفين الأجانب والدعم غير المسبوق وتكفل هيئة الرياضة بقيمة العقود وحل مشاكل الأندية المالية، ولكن مع الأسف أن لا شيء تغير، فقد استمرت بعض الأندية على نفس النهج والسياسة السابقة ومنذ انطلاق الموسم الجديد والحديث عن المدربين وقدرة استمرارهم هو الحدث الأبرز والمسيطر على الأندية وقراراتها، وكان أول المدربين المغادرين قد غادر بعد الجولة الثالثة من انطلاق دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين ليتوالى، وتستمر إقالة المدربين واستبدالهم ففي كل جولة يكون هناك ضحية من المدربين بين إقالة واستقالة وتنحية مؤدبة كوضعه مستشاراً فنياً، ولم تنته الجولة التاسعة إلا وقد تم إقالة ستة مدربين، والقادم بالتأكيد أكثر ومرشح للزيادة مع كل جولة، وسيكون هناك مزيد من الإقالات والمشكلة الكبرى والصادمة أن معظم المدربين لديهم توقع مسبق عن مستقبلهم، فركزوا على قيمة الشرط الجزائي عند التوقيع وقبول المهمة ووضع رقم فلكي، وذلك في محاولة لضمان استمراره أو حصوله على مبلغ ضخم إذا ما تم الاستغناء عنه وبذلك لضمان مستقبله لأطول مدة ممكنة، وهذا ليس فقط على المستوى المحلي بل ممتد إقليمياً وعربياً، وهذا دليل دامغ أن الثقة مفقودة نهائياً بين أي مدرب وإدارات الأندية والكل يدرك أن إقالة المدرب أحياناً لا ترتبط بالمستوى والأداء الفني للفريق أو حتى تحقيق الإنجازات، فقد يتم إقالةلمدرب وهو متقدم ومتصدر بل ومحقق إنجازات وبطولات، والأمثلة كثيرة وموجودة، ولكن السؤال أين الحل؟ ومن لديه المقدرة على إيقاف التخبط الحاصل في التعاقد أو الإقالة، وكذلك إيقاف الهدر المالي المخيف المؤلم، والأمل يحدونا أن تكون النهاية ايجابية وتؤتي ثمارها في القريب العاجل -بإذن الله-.
نقاط للتأمل
- أتمنى أن يكون للمنظومة الرياضية متمثلة في هيئة الرياضة تدخل وحسم أمر التعاقدات التي تبرمها الأندية مع المدربين فقد تجاوز العدد المعقول، وهذا يعكس أمرين لا ثالث لهما، أما سوء اختيار وقلة الخبرة في التعاقدات أو أن المسوقين والسماسرة تسوق بضاعة رديئة وغير جيدة ليتم الاستبدال ويصبح السوق لديهم يعمل، وفي كلا الحالتين الضحية الأندية السعودية ومن يدعمها ناهيك عن السمعة غير الجيدة وغياب الثقة لأي نادٍ من قبل أي مدرب.
- غداً يلتقي فريق الهلال السعودي آسيوياً مع فريق أوراوا الياباني في ذهاب النهائي الآسيوي والمسؤولية كبيرة على الجهاز الفني الهلالي بقيادة مدربه رازفان لوسيشكو واللاعبين لتلاشي الأخطاء السابقة، خاصة خط الظهر ومنطقة الارتكاز، وإذا لم يتجاوز الهلال فريق أوراوا ويسجل نتيجة مريحة وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره، فأعتقد أن السيد رازفان سيكون المدرب السابع الذي سيسجل الخروج والمغادرة قبل مباراة الإياب، والتي ستكون في 24 أكتوبر في اليابان.
- ما يجري في الاتحاد بالضبط لغز محير فالفريق ليس بسيئ من ناحية اللاعبين، ودائماً ما ينتصر عربياً وقارياً ويفشل محلياً لا يمكن تحميل الإعلام والتكتلات كلما يحصل فقد يكون لها تأثير محدود ولكن ليس كل شيء، فاللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية هي المسؤول الأول والأخير عن أي إخفاق مثلما يجيّر لها أي إنجاز، والدليل أن المشكلة كبيرة هجر المدرج وغياب الجماهير غير المسبوق وتركها لمعشوقها، والكل يتمنى أن يعود عميد الأندية لتوهجه وعنفوانه الجميل.
- كم كلمة قالت لصاحبها دعني، وهذا يجب أن يكون السائد والمتبع لكل من ذهب وغاب عن المشهد الرياضي، فليس بالضروري أن تعود عبر أسلوب مثير وغير جيد، ولا يعكس ماضيك الجميل ومن خلال المواقع أو المنابر الإعلامية، أما من حاول أن يتسلق الشهرة من خلال الباب الكبير فهو لن يستطيع حتى ولو رمى الاتهامات لعدة أطراف وتلفظ بالقسم دون دليل فيجب أن يتذكر {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ} (224) سورة البقرة، ولكن في النهاية مسكين وبالتأكيد ضحية لمن لعب عليه وأدخله في نفق مظلم لن يخرج منه بسهولة.
- مبروك لنادي الدرع العريق والكبير في محافظة الدوادمي الذي سجل انتصاراً رائعاً ومميزاً على فريق الحزم وأخرجه من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين والتأهل لدور الـ32 من البطولة، وهذا دليل على أن نادي الدرع مكانه مع الكبار، وإن شاء الله يواصل الانتصارات لإسعاد جماهيره ومحبيه فمليون تريليون مبروك لجميع أبناء منطقة الدوادمي من أعيان وجمهور ومحبين، وبإذن الله القادم أفضل، ومزيداً من الانتصارات والتميز غير المستغرب في ظل ما تجده الأندية جميعها من دعم من قيادة هذا الوطن العظيم.
خاتمة:
الطيب لا جاك مني فأنت تستاهل، وإن شفت غيره فراجع ماضي أفعالك.
ماني بجاهل ولا أسمع هرجه الجاهل، من قبل لا تعيب حالي صلح أحوالك.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.