تدور أحداث الفيلم حول شاب مصري يقترن بموظفة يابانية تجيد العربية وينجبان توأم ولكنها بعد سنة لا تحتمل العيش في إحدى حارات مصر القديمة وتنجح في الاحتيال عليه، لتسافر وتستقر في اليابان بصحبة ولديها، وبعد محاولات استمرت لحين دخول الأطفال المدارس ينجح الشاب المصري من خلال هدنة مشروطة في استعادة أبنية للعيش معه مقابل شروط: تتمثل في تقديم أعلى مستويات الخدمة من ناحية التعليم والصحة والنظام، الأمر الذي بدا متاحاً وممكناً في بادئ الأمر، لاسيما أنه قد اتفق مع كل أفراد الحي على دعمه، وعلى الرغم من محاولات (محرم) المستمرة لتهيئة الأجواء المناسبة، ودعم الأطفال لمجاوزة الصدمة الحضارية، منذ لحظة استقبال أهل الحارة الشعبية لقدومهم، ومن خلال مواقف متتابعة بدا أن الالتزام بالاتفاق متعذر.
فالنظام وهو أحد أهم مميزات الممارسات اليومية لدى الطفلين، هو الآخر تراجع إلى حد كبير أمام زخم الحياة الصاخبة الفوضوية المتداخلة الذي لا يمكن فصل تأثيرها عن من يعيش بداخل البيت في الأحياء الشعبية، ومن خلال مصادمات عدة تتنقل أدوارها بين المدرسة والمستشفى والشارع، يجد (محرم) نفسه يشعر بضغط وإحباط شديدين، وتبدأ حماسته بالتراجع وقدرته على التحكم في الأمور بالانفلات.
الإعلام الذي يزوق الشعارات الوهمية، متحاشياً معالجة قضايا حيوية كاستغلال المشردين من الأطفال، والاحتياج المتصاعد إلى المدرس الخصوصي، لضعف أداء المعلمين، وعدم القدرة المادية على دفع تكاليف الضرورات كالعلاج والزواج، مما يحدو بالفرد على التعايش مع الوضع على مضض.