«الجزيرة» - المحليات:
نجح فريق طبي في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون في إجراء أول عملية في الشرق الأوسط لمريضة سعودية تبلغ من العمر (34) عامًا كانت تعاني منذ طفولتها من ضعف بصري شديد بسبب اعتلال الشبكية الوراثي في العينين، وذلك باستخدام العلاج بالجينات وحقن دواء (Luxturna) التي تعد من أحدث الطرق الطبية في العالم. وخضعت المريضة لعملية جراحية في شبكية العين اليسرى تم من خلالها استخدام العلاج بالجينات وحقن دواء لوكستورنا (Luxturna) مباشرة تحت الشبكية، حيث يقوم هذا الدواء بتثبيت النظر مع تحسنه بما يسمح للمريض بالتحرك بحرية في محيطه المباشر. وتعد المملكة العربية السعودية أول دولة في الشرق الأوسط وآسيا وضمن عدد محدود من الدول في أمريكا وأوروبا التي استخدمت الدواء. وقال الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون الدكتور عبدالعزيز الراجحي في تصريح له إن هذا السبق الدولي يعد - بفضل الله تعالى - تتويجًا لجهود طاقم المستشفى الإداري والطبي على مدى أشهر عديدة للحصول عليه والتدريب على استخدامه والتعامل معه خلال النقل، وبمتابعة حثيثة من معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة لتذليل أي عقبات قد تحول دون نجاح المستشفى، مثنيًا على تعاون الهيئة العامة للغذاء والدواء ودعم الشركة الوطنية للشراء الموحد (NUPCO) لوصول الدواء في وقت قياسي. وأضاف أن المستشفى يعد من المراكز الطبية المتميزة على مستوى العالم والرائدة على مستوى الشرق الأوسط في إجراء عمليات العلاج بالجينات ولديه سجل بحثي وتجارب وخبرات سابقة موثقة دولياً، فقد قام بتقديم أول علاج جيني في المملكة من شهر سبتمبر 2011 إلى شهر يونيو 2012 إلى 6 مرضى مصابين بمرض العشى الليلي من خلال حقنهم بعقار جيني ومتابعة حالتهم بشكل دوري، وثبت بحمد الله تعالى سلامة العقار وعدم تعرض المرضى لآثار جانبية. ووفقاً للفريق الطبي فإن المريضة التي أجريت لها العملية كانت تعاني من ضعف بصري شديد منذ طفولتها بسبب مرض اعتلال الشبكية الوراثي، وتم تحديد الخلل في الجين RPE65، وبعد اكتشاف الدواء الجيني لوكستورنا (Luxturna) واعتماده من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية ومتابعة مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون للأبحاث والحالات التي أجريت والنجاحات المعلنة، تم مراجعة حالة المريضة وتقييمها طبياً حيث ثبت مناسبة استخدام هذا الدواء لحالتها وتم إجرء العملية بنجاح أمس. ويتم حقن المريض بعد التأكد من ملائمة الدواء لحالته (بالفحص الجيني) مباشرة تحت الشبكية، وهو أول دواء جيني مباشر يتم الموافقة على استخدامه في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حيث أنه يعمل على تقديم نسخة طبيعية من الجين RPE65 مباشرة إلى خلايا الشبكية التي تتمكن عندها من إنتاج البروتين الطبيعي الذي يحول الضوء إلى إشارات كهربائية في العين تمكن المريض من الرؤية بشكل أفضل، وتختلف سرعة الاستجابة للعلاج من مريض لآخر حيث يحتاج المريض في المتوسط لثلاثة أشهر للوصول لأفضل استجابة.
يُذكر أن اكتشاف هذا الدواء يعد نقلة عالمية في العلاج بالجينات ويستخدم للمرضى الذين يعانون من خلل وراثي وطفرة في جين (RPE65) والمرتبط بضمور الشبكية ويؤدي إلى ضعف الإبصار تدريجيًا، وقد ينتهي الأمر بالعمى الكلي.