د. محمد بن صالح الظاهري
وقَّع اليمنيون في عاصمة مملكتنا الحبيبة «الرياض» اتفاقًا تاريخيًا يحقن دماء اليمنيين، ويوحِّد صفهم ضد المشروع الإيراني الفارسي الخبيث الذي أوغل في اليمن الحبيب ودمَّر أرضه وإنسانه عبر عملائهم الحوثيين، وذلك ضمن مشروع الإيرانيين القذر الهادف إلى تدمير البلاد العربية وطنًا بعد آخر من خلال مرتزقة لا قيمة للأوطان في حياتهم.
إن اتفاق الرياض الذي أحاطه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود برعايته وعنايته وهندس له صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، وعمل عليه مجموعة من رجالات الدولة والمخلصين من البلدان ذات العلاقة بهذا الأمر وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نائب وزير الدفاع، يمثل نقلة كبيرة في توجيه جهود اليمنيين نحو دحر الحوثي وإنهاء المشروع الإيراني المدمر، والسعي لنباء «يمن جديد» ينعم بالاستقرار والتطور والتقدم على مختلف الصعد. فلم يكن يسر المملكة العربية السعودية ولا دولة الإمارات العربية المتحدة الاقتتال المزعج الذي جرى بين الحكومة الشرعية والمجلس الجنوبي الانتقالي في عدن وبعض المناطق، وهو ما استدعى تدخل عاصمة اتفاقات السلام «الرياض» المشهود لها على مرِّ التاريخ سعيها الدؤوب للإصلاح بين الإخوة والأصدقاء متى ما كان الأمر متاحًا ومطلوبًا، فالمملكة العربية السعودية وفي كل عهودها وحتى هذا العهد الخير الطيب القوي في الوقت ذاته لم تسمح لنفسها بالتدخل في أي شأن داخلي للدول الأخرى إلا إذا طلب منها ذلك، ويكون تدخلها للسلام لا غيره.
لقد كان للاتفاق التاريخي الذي تم في الرياض بين اليمنيين أثر إيجابي في نفوس الجميع، لأن لا أحد منا يتمنى لليمن واليمنيين إلا الخير، فهي أصل العربي وموطن الكرام والجارة القريبة للسعودية والتي يهمنا أمرها دون غيرها.
ما تم لا يُستغرب بأي حال على قادتنا في مجلس التعاون الخليجي الذين انشغلوا كثيرًا بتحقيق الاستقرار للإخوة والجيران انطلاقًا من المسيرة الخيرة لمجلس التعاون الخليجي، كما أن هذا الاتفاق يعكس العلاقة الإستراتيجية القوية التي تجمع بين المملكة والإمارات والتي وصلت إلى مرحلة لا مثيل وانعكست -ولله الحمد- على شعبي البلدين في كثير من الملفات.
نتمنى لليمن السعيد كل خير، ونسأل الله أن يسعد شعبه ويصلح شأنه ويبعد عنهم خبث الحوثيين ورذيلة الإيرانيين.