محمد المنيف
الأسبوع الماضي وضمن فعاليات وبرامج مهرجان مسك المعنون بـ(03) أقيم ملتقى تشكيلي قام بطرح فكرته الناقد علي ناجع الذي لم تمنعه بعد المسافات بين جازان الجمال إلى عاصمة الوطن.. فكان له أن تتحقق تمنياته في إقامة هذا الملتقى لطرح الرؤى حول الخطاب التشكيلي الذي يتداوله كثير من كتاب الرأي والنقاد العرب وهنا في المملكة أيضًا.
الملتقى جمع نخبة من التشكيليين ممن ممارسي الكتابة منهم متخصصون علميًا وأكاديميًا ومنهم مثقفون تشكيليون ومنهم أصحاب خبرة تراكمية والبعض محب للفن التشكيلي ومتابع لهم حضور عبر المقالات التي تلامس قضايا الفن.. وجميع من شارك ينتسبون لهذا الفن وكثيرهم مارس الإبداع وتعامل مع اللوحة أو النحت مطلعين على سبل النقد ومدارسه.
الملتقى قد يشوبه ما يشوب غيره في البدايات لكنها خطوة رائعة تحسب للزميل علي ناجع وتقدر الجهود التي بذلت لإنجاحه ولو بنسب مختلفة كما ورد من بعض المشاركين أو الحضور بين مقتنع بما قدمه البعض وآخر يأمل في تطوير خطاب القلة منهم.
وأنا عبر هذه الزاوية أرفع (العقال) لمعهد مسك إعجابًا وتقديرًا واعتزازًا بما يقدمه من دعم لكل ما فيه ارتقاء بهذا الفن وذائقته عبر فعاليات مرئية في المهرجان تمثلت في إعداد العارضين لأعمالهم والممارسين للإبداع على الهواء أمام الجمهور وكذا السمبوزيوم المتميز للنحت الذي جمع فيه مبدعون من دول عالمية للوقوف عنده لأشير إلى أهمية إيجاد مزيج بين تحاربنا وتجارب من سبقنا من النقاد وممتهني الخطاب التشكيلي فالاعتراف ليس عيبًا بأننا ما زلنا نتلمس طريق النقد وما تم سابقًا يحتاج إلى منهج يتوازى مع الواقع ويحقق الهدف المتمثل في التقييم والتقويم للأعمال الفنية بعيدًا عن طرح الانطباع الذي يتم عادة.. وأن نرتقي بمفهوم النقد عند الناشئة لتثبيت مساره بالقبول والقناعة به.
وأتذكر هنا تشرفي بالمشاركة في ندوة ضمن فعاليات بينالي الشارقة عام 2008 بعنوان (تحولات الراهن مستقبل النقد الفني العربي في ظل انفتاح الاتساق الإنساني) لمشاركة تسعة عشر متحدثًا من الوطن العربي والخليج.. حضر النقاش المباشر عدد منهم والبقية شاركوا بأوراقهم عن بعد طبع لها إصدار جمع فيه كل ما طرح. أصبح جزءًا من الإصدارات الثرية للفنون في دائرة الفنون في الشارقة.