علي الصحن
دقَّت ساعة النهائي، وباتت المقابلة المرتقبة بين الهلال وأوراوا على مسافة ساعات، وهي المباراة التي دخل الهلال أجواءها منذ الأول من اكتوبر الماضي عندما تجاوز السد برباعية، لم تترك لكثير من الهلاليين المزيد من الشكوك بأن فريقهم قد أصبح في النهائي، وسايرهم في ذلك بعض النقاد والمحللين الذين كشفت المرحلة التالية عجزهم عن قراءة الواقع، وأكدت أن التنظير شيء، وأن التحليل الفني العميق شيء آخر مختلف تماماً.
الهلال ليس في أحسن حالاته، هذه هي الحقيقة التي يجب الاعتراف به قبل النهائي، والذين منحوا الفريق أفضلية مطلقة، ونصبوه بطلاً، عادوا إلى الحقيقة من جديد، وأعادوا حساباتهم ومقارناتهم من جديد.
يعاني الهلال كثيراً، وكثير من المباريات التي لعبها هذا الموسم كشفت أن مدربه لم يستطع حتى الآن قراءة فريقه ومنافسيه، الهلال يعاني وهو يسجل ويعاني وشباكه تهتز، من الصعوبة صناعة هدف للفريق، ومن أقل الأخطاء يصل المنافسون إلى مرماه، حتى الكرة التي تكون في متناول لاعبيه تتحول خلال ثوان إلى هدف عليه (!!) يكفي أن نقول انه أصبح يستقبل الثلاثة والأربعة وهو أمر لم يعتده الهلاليون طويلاً.
في الهلال هناك مشكلة في تحضير الكرة وصناعة اللعب وبناء الهجمة، مشكلة الهلال واضحة في وسط الملعب، وسط الهلال هو أقل خطوط الفريق عطاء حتى الآن، لا يصنع الكرات للمهاجمين، ولم يسلم من أخطائه وسوء تصرف بعض لاعبيه المدافعين، وعندما يلعب الهلال أمام أوراوا فلن يكون مقبولاُ أن يخطئ أي لاعب، وليس مقبول أن يخرج آخر من أجواء اللقاء، ولا أن يسرح فجأة ويقدم الكرة للخصم ويمنحه بطاقة الوصول للمرمى.
لن أكذب هنا، وسأقولها بصراحة، ومن خلال معطيات فنية شاهدتها في لقاءات الهلال الأخيرة، لست متفائلاً بما فيه الكفاية، لكني أيضاً أدرك أن لمباريات الكؤوس حساباتها وظروفها وأحمالها وطبيعتها المختلفة، وأن لاعبي الهلال بخبراتهم وقدراتهم الفردية، مؤهلون لتجاوز كل الظروف، وتقديم مباراة أولى جيدة، ثم التفكير في مباراة الرد وحساباتها.
في النهائي لن يكون كل شيء في يد رازفان لوشيسكو، على لاعبي الهلال أن يشعروا بدورهم وأن يحسوا بمسؤوليتهم، في مثل هذه المباريات، سيكون خطأ واحد سبباً في نسف كل شيء حتى وإن كان الفريق في أحسن حالاته، وسيكون لكرة صحيحة واحدة تأثيرها الإيجابي حتى وإن لم يكن الفريق في يومه.
في مثل هذه المواجهات الخطأ لا يعوض، والفرصة لا تتكرر، وفي النهائيين الذين وصلهما الفريق وخسرهما، حدثت أخطاء بسيطة، ساهمت مع (الصافرة) و(الإصابات) في خسارة اللقبين، وهو ما يجب أن يدركه لاعبو الفريق، خاصة ممن شاركوا في النهائيين.
في النهائيين السابقين أيضاً، لم يسجل الهلال إلا هدفاً واحداً في (8) أشواط (360) دقيقة، وهي حصيلة ضعيفة للغاية، يجب أن يضعها لاعبو الفريق نصب أعينهم.
بالتوفيق للهلال.