الجزيرة - محمد المرزوقي:
وصفت أستاذة الأدب والنقد الحديث بكلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتورة نورة القحطاني، كتاب: «مواجهات السلطة: قلق الهيمنة عبر الثقافات» للدكتور سعد البازعي بأن عنوانه ربما صرف شريحة من القراء، إلى اختزاله في إطار السلطة «السياسية»، التي نجدها في العديد من النماذج تقبل ما ترفضه سلطات أخرى؛ مشيرة إلى أن عنوان الكتاب عتبة أولى اتخذ منها المؤلف استقراء هذه العلاقة (المهيمنة)، من مواجهات الثقافة للسلطة لا بوصفها السياسي فقط، وإنما ضمن أنواع كثيرة من السلطات، التي وردت في سياق فصول الكتاب، عبر العصور وصولا إلى العصر الحديث،؛ قائلة: في الكتاب نجد السلطة الدينية، والاجتماعية، والاقتصادية، وسلطة الرقيب الداخلية للكاتب نفسه.. جاء ذلك خلال الندوة التي أقامتها مكتبة الملك عبد العزيز العامة، بالرياض، وذلك ضمن سلسلة فعاليات «ملتقى كتاب الشهر»، في سياق برامج المكتبة المتنوعة التي تلتقي أهدافها في تجديد صلات المقروئية بالكتاب.
وقالت نورة:لحجم الكتاب الكبير، ولما تضمنه من النماذج التي أوردها المؤلف في سياقات استقرائه للمواجهات الثقافية للسلطة أيا كان مصدرها، ومستوى هيمنتها، فإنني سأقف مع الكتاب عبر عدد من المحاور الرئيسة التي من شأنها أن تلقي الضوء على ما ورد في الكتاب، لتكون قراءتي لما ورد في الكتاب، دون إسقاطات خارجية مهما كانت قوة العلاقة وشدة الارتباط، وذلك من خلال السلطة بمفهومها الشامل، وأنواعها، ومستوياتها لتكون أولى منطلقات ورقتي العلمية عن الكتاب، إلى جانب الكتابة (الإبداعية)، وكيفية مواجهتها للسلطة، ورؤية مقارنة عبر استقراء تتبعي عبر العصور لنماذج عربية وغربية، عبر المؤلفات الإبداعية شعرا، وسردا، وفلسفة.. مستعرضة القحطاني في ورقتها مصادر العلاقة، وأشكال السلطة، ما بين ذاتي، ومجتمع، ومؤسسي، واقتصادي، متخذة من المؤلفات العربية والغربية، ومؤلفيها، مدخلا لتحليل هذه العلاقة التي اختتمتها المحاضرة بالعديد من التساؤلات (المنهجية) على الكتاب.
من جانبه أوضح مقدم الندوة، أستاذ آداب اللغة الإنجليزية الناقد الدكتور سعد البازعي، أن الكتاب يسعى لاقتراح رؤية، ولمقاربة العلاقة بين السلطة والثقافة، من خلال أمثلة مستمدة من تاريخ الفكر والإبداع في عدد من اللغات، وسياقاتها الثقافية؛ مشيرا إلى أن الكتاب جاء لاشتغالات بحثية متفرقة، إلا أن الشرارة التي أذكت جذوة الفكرة كانت رواية الكاتب العراقي سنان أنطون «إعجام»، موضحا أن الكتاب كان يمكن أن يضم بدلا من ثمانين أنموذجا مئتي نموذج أو أكثر، إلا أنه فضّل أن يقدم نماذج متوازنة في مجالات الثقافة والإبداع التي من شأنها تقديم صورة مستوفاة تتبعية لهذا العلاقة، مؤكدا أنه لا يمكن تصور وجود مجتمع دونما سلطات غربيا كان أو عربيا.. حيث اختتمت الندوة بأسئلة الحضور ومداخلاتهم من الجنسين.