د. خيرية السقاف
ليس هو الموقف الأول لـ«الرياض», في شأن لم شمل أطراف القضايا الداخلية التي تنشأ في الأوطان العربية..
فقد جمعت شمل الفلسطينيين من قبل, ومرارًا, واللبنانيين, ولا تزال, واليمنيين ولن تتأخر, وغيرهم..
وحين يحزب الوقت, وتتفاقم الخلافات, وتكون «الأوطان» في الأمة العربية على شفا انهيار تكون «الرياض» بوصلة حكيمة لجادتها, وملاذاً آمناً لصواب الرأي, صادقًا في الامتثال للنخوة, مصدراً للثقة في الموقف, وللحل في الأزمة..
بالأمس, ومع كل ما تدور به ترسانة التغيير, والبناء, والتجديد, وتحقيق الرؤية, وتفاصيل الحركة الدؤوبة المتسارعة في هذا الوطن العظيم «السعودية», فإن العاصمة لم تغفل شأن اليمن, ولم تتوان عن الوصول إلى اتفاق أطرافها الأساس, مع إنها مذ بداية أزماته وقفت له بكل مقدراتها, العسكرية, والدفاعية, والبشرية, والمدنية, والمادية, وتحالفت مع جيرانها الذين ظلوا معها على خط سواء في شأن خروج اليمن من مأزقه الكبير, ومن أجل مساعدته للتخلص من براثن القوى المحيطة به, والمتكالبة عليه, الداخلية فيه, والخارجة عنه..
وجاءت وقفتها الأخيرة «الرياض» وقفة صادقة, وقفة فداء, وقفة جيرة رؤوم,
وقفة قيادة ذات أبعاد قيَمية لم تتخل يوماً عمَّا تؤمن به من حماية الجار, وشد أزره, والدفاع عنه.. بكل هذه الشيم الأصيلة, العربية العريقة..
وإنه باتفاق «الرياض» يكون الأمل أن تضع «اليمن» ذاتها قدميها على طريق الوحدة المتينة, والشراكة الوفية, لمكافحة جادة لكل ما يقض راحتها, ويعيد إليها سعادتها..
فاليمن السعيد, لا يزال في انتظار سلامه, وفض نزاعاته, والتغلّب على الدخلاء فيه,
والانتصار على كل ذلك..
وإنها الخاتمة المأمولة لتتويج اتفاق الرياض بما هو أهل له بخروج اليمن من الشتات إلى الوئام, ومن الحرب إلى السلم, ومن الدمار إلى العمار..
بوركت قيادة «الرياض» جهداً في السعي, وعملاً للنتيجة.