فهد عبدالله الغانم السبيعي
إنه الاحتفال بالغدر والخيانة لمواصلة السير نحو الحقد والكراهية بين الشعوب وتضليل المشاهدين والكذب والتدليس والمراوغة، ودعم جماعتي الإخوان والحوثيين في اليمن، وتبني نظريات المؤامرة والفساد والأفكار التكفيرية وتبنيها.
قطر وقناتها تمثل ثلاثة وعشرين عاماً من التقارير المشبوهة غير المعترف بها، التي تحمل دلالات لها مغزى و»حاجة سياسية في نفس يعقوب» استقرا بهما المقام إلى أن يقبعا في حضن «شريفة» ومعها «السلطان العثماني» المهيب!!
سعت هذه القناة إلى تفتيت وتخريب المنطقة العربية والترويج للأعمال الإرهابية واستغلال الأزمات في المناطق كافة لتأجيجها عبر عمليات عدة، يتم عمل المونتاج لها بأستوديو القناة في الدوحة، فتفبرك وتزيف وتبث الأخبار الكاذبة والملفقة.
قناة الجزيرة تنبذ المهنية الإعلامية ولها أسلوب لا أخلاقي وبعيداً عن «الإعلام الحر.. البّناء والهادف» وحريتها الإعلامية بعيدة كل البعد عن حرية «الرأي والمعتقد». هذه الحرية هي مرآة فعلية للمجتمع وتعكس ما يحصل فيه من أخبار حسنة وسيئة، لكن ضمن ضوابط قانونية لا تحيد عنها الوسيلة الإعلامية النزيهة.
لديها مرتزقة عرب وأجانب متمرسون في إيصال الأفكار الهدامة ويستمتعون بالإبحار بها عبر برامجهم الخيالية التي ليس لها مكاناً في برامج الواقع التي يعيها المشاهدون ويعرفون مغزاها وما تريد الوصول إليه من الفتنة والتحريض على القتل. هؤلاء المذيعون والمذيعات من عديمي الضمير الذي احتضر ومات عبر عبارة «الرأي.. والرأي الآخر!!».
تسّرع هذه القناة على بث الملفات والتقارير الملفقة التي لا تعد ولا تحصى.. هذه المادة بالية عفا عليها الدهر وشرب ولا تغير من الواقع شيئاً يذكر سوى الاستمرار في التخبطات الإعلامية والمزيد من الطبخات المشبوهة التي ليس لها طعم ولا رائحة!!. لكن إدارتها لا يهمها كل هذه الأمور بل المضي قدماً للمحافظة على وتيرة الحقد والكراهية (وما خفي أعظم)!!.
لقد سئم أغلب المشاهدين من هذه البرامج التي تدور في فلك «المجادلة والصراخ ورفع الأصوات» وفي النهاية لا كلمة صادقة ولا محور ناجح ولا نهاية مثالية بل محاولة للاصطياد بالماء العكر ليس إلا!!.
يهيمن النظام القطري على توجهات أحد أبواقه وهي قناة «الجزيرة الملعونة» التي تجد داخلها كل شيء قذر، لذا فهي من صنع يديه فوضعها «تنظيم الحمدين» داخل دائرته سياسياً وإعلامياً فوافق «شن طبقه» فمنها التكاليف الباهظة والأموال التي تضخها لكي تخدم أجندتها العدائية. لكن المؤشرات بين المشاهدين تتصاعد يوماً بعد آخر الذين يشعرون بأن هذه القناة فقدت مصداقيتها في عدة أمور. أبرزها عندما قدمت هذه القناة اعتذارها عبر برامج التواصل الاجتماعي بعد نشرها فيديو حمل عنوان: «قصة فتاة سعودية استطاعت الهرب من قيود أبشر».
وأصدرت القناة بياناً نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع «تويتر» قالت فيه: «نشر على بعض حسابات الجزيرة بمواقع التواصل الاجتماعي فيديو يخالف معايير الشبكة التحريرية وتم حذف المقطع فور تنبيه المعنيين إليه». والسؤال أين ضوابط وأخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي.
{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}. بنيت «قناة الجزيرة» طوال بثها الذي انطلق في شهر فبراير من عام 1996م على باطل وأكاذيب وقصص مفبركة، بل إنها لم تقدم سوى خدمات مجانية للإرهاب وللإرهابيين ومواصلة السقوط الأخلاقي الذي هو أحد أهم عوامل السير عكس المهنية ومصداقية البث والمادة المختارة.
تهب رياح الغضب المنبعثة من الدوحة باتجاه دول الجوار بعد مقاطعتها وتحاول مجابهتها عبر الأكاذيب والافتراءات وتحمل برامجها التي أعدت داخلياً عسلاً مدسوساً به سماً أسود، يعبر عن السلوك القطري المشبوه. ويكشف جانباً من الأزمات التي يعيشها هذا النظام عبر تاريخه الأسود من انقلاب الابن على والده ومن ثم المكالمات التحريضية والعدائية المسربة لأميرها السابق حمد بن خليفة آل ثاني مروراً بالمؤامرات والخيانة ضد قوات التحالف العربي في اليمن، والدسائس التي تحاك بين الدول العربية والتدخلات في شؤونها الداخلية وخصوصاً الخليجية منها.
هذه هي أهم وأبرز أسلحة النظام القطري الإعلامية والسياسية التي يراهن عليها ولكن ما هي النتائج التي وصل إليها.. لقد انكشف القناع وانقلب السحر على الساحر؟!
لكن العلامة الفارقة التي اختصرت الزمن الغابر من السنوات العجاف لهذه «القناة» القطرية والتي ربما يناسبها شعاراً جديداً آخر ألا وهو: «الراعي.. والراعي الآخر» التي تحتفي به بكل بجاحة ودون فخر وهو ما يعني تبادل الأدوار بين النظام وقناته هو ما صرح به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد -حفظه الله- بقوله: «إن موضوع قطر صغير للغاية».
فهي اليوم تعيش عزلة خليجية وإقليمية لن تستطيع الخروج منها رغم الانتحار الإعلامي والسياسي الذي تنتهجه وهي تحتفي بمولودها المحرض (ذي الثلاثة والعشرين ربيعاً) والذي هو أحد أهم أسباب عزلتها!!.