مصطلح إعلامي عالمي عُرف بـ(الصحافة الصفراء) اختلف الكثير في تفسير منهجيتها إلا أن الاتفاق على أهدافها بات شبه إجماع، حيث عُرف عنها بأنها صحافة غير مهنية تهدف إلى إثارة الرأي العام لزيادة عدد المبيعات وإشاعة الفضائح باستخدام المبالغة أو الانحياز، وقد ساعد على نشوئها الناشر والصحفي الأمريكي (ويليام راندولف هيرست) الذي اضطر إلى الطباعة على أوراق صفراء رخيصة الثمن بعد رواج نشرها لتخفيض تكلفة الورق، ولذلك سُمي مسلكه الإعلامي غير المهني بالصحافة الصفراء.
أما على مستوى العالم العربي فقد صنّفها المهتمون بتقصي حقيقة هذا المصطلح على أنها صحافة تفتقر إلى المصداقية والدقة وتميل إلى التهويش والتهويل والمبالغة، وتعتمد على الإشاعات أو الأخبار الكاذبة أو الأخبار المحرَّفة أو الأخبار المصنوعة، كما وصفوها بأنها صحافة تقوم على مبدأ ضرورة تجنّب التأكيد على حقيقة ما، ناهيك عن الإصرار على التوصّل إلى نتيجة معينة تخدم مصالح مروّجيها كوسيلة من سبل الإقناع المزيّف.
يقول العالم (فريدريك نيتشه) إن خدمة الحقيقة هي أصعب أنواع الخدمات، بينما في وسطنا الإعلامي الرياضي نال البعض لقب هندسة الفبركة الإعلامية عبر انتهاك المنابر والأخلاق والقيم، لاهثاً خلف ملذات شخصية وميول أعماه التعصب عبر إيقاد حرائق التشكيك والدخول في الذمم موهماً الناس وكأنها شموع تضيء لهم طريق الحقيقة.
كاتب عراقي كتب ذات مرة «الإعلام الأصفر موجود بقوة في كل بقعة ومستمر بتزييف الحقائق وتلوين الوجوه في رفع الأقزام والتشهير بالآخرين كفريق يقوده محترفون يجيدون صياغة الحبكة الدرامية والفبركة الإعلامية والإثارة والتضليل» ، مما يؤكد أن هذا النوع من الصحافة أو الإعلام بات «فوبيا» عالمية ابتُليت بها مجتمعات وثقافات بمختلف اهتماماتها في كافة بقاع المعمورة.
قبل الختام
في الغرب صحافة صفراء
وفي الشرق إعلام أبو ريالين
** **
- عبدالكريم الحمد