عثمان أبوبكر مالي
سجلت إدارة نادي الاتحاد خطوة مهمة في طريق تصحيح أوضاع فريق كرة القدم الأول، وتعديل مساره الانحداري القوي في الدوري؛ بالإعلان رسميًا عن الجهاز الفني الجديد الذي سيقود الفريق حلال الفترة القادمة، خلفًا للمدرب السابق سييرا، الذي الغي عقده وغادر غير مأسوف عليه.
نجحت اختيارات النادي في التعاقد مع مدير فني من المدرسة الهولندية بقيادة (هينك كين كات) وهذه المرة الأولى التي سيقود فيها الفريق مدرب هولندي، بعد أن جرت من قبل محاولات عدة مع عدد من المدربين الهولنديين في سنوات وظروف مختلفة، لكنها باءت بالفشل، وكان المدرب الجديد السيد هينك واحدًا من الأسماء التي تم مفاوضتها من قبل، وتحديدًا في عام 2006م، أي قبل (ثلاثة عشر عامًا) واقتربت الإدارة في ذلك الوقت كثيرًا من الاتفاق معه، قبل أن يتلقى عرضًا أوروبيًا مغريًا بالنسبة له، جعله يتوقف عن رغبته خوض تجربة تدريبية في المنطقة، فصرفت الإدارة أنظارها إلى مدرب أوروبي آخر، وكان من قاد المفاوضات في ذلك الوقت (مدير الفريق) الكابتن حمد الصنيع.
التعاقد مع المدرسة الهولندية، وتحديدًا كين كات اعتبرتها خطوة مهمة، بالنظر إلى شخصية المدرب وخبراته الكبيرة، ومشواره الطويل في التدريب عالميًا، ومعرفته التامة والدقيقة بالمنطقة - إقليميًا وقاريًا ونجاحه الكبير الذي حققه في الأندية التي عمل معها في آسيا (الصين) وفي الخليج وبشكل خاص في الإمارات مع فريقي الجزيرة والوحدة، وهي امتداد لنجاحاته أوروبيًا في إسبانيا مع برشلونة، وفي إنجلترا مع تشيلسي وفي المجر مع بودابست وأيضًا في بلاده مع أكثر من فريق من بينها فريق أجاكس أمستردام الشهير.
المدرب عرف عنه الشدة والصرامة وقوة الشخصية والانضباط والمساواة والعدل في التعامل مع اللاعبين، من غير أن يضرب حساباً لاسم اللاعب أو نجوميته مهما كانت، وهو أمر افتقده الفريق الاتحادي في فترة سييرا، وظهرت آثارها في تعامله مع بعض اللاعبين، وفي تقبلهم له، وانعكس ذلك سلبًا على وحدة الفريق، وافتقد لنقطة مهمة جدًا هي الانسجام العناصري، وهو ما أثر على انصهاره في بوتقة واحدة، وبالتالي فقدانه لروح الفريق، التي تعد من أهم خصائصه وتفرده.
نجاح الإدارة الاتحادية في التعاقد مع المدرب، خطوة أولى و(مبادرة) تصالح مع الجماهير بطريقتها، ولعلها تكون بداية حقيقية لعودة الوئام بين هذه الجماهير والإدارة، وبالتالي بداية عودة (النمور) مجددًا إلى سابق عهدهم وأدائهم المميز ومستوياهم، ووقف التراجع أو (الدحدرة) الكبيرة التي وصل إليها.
كلام مشفر
* وصول المدرب الجديد للفريق الاتحادي في هذا التوقيت، يعد أمرًا جيدًا جدًا، فقد تسنى له مشاهدة الفريق أمام الوصل، وربما أيضًا مباراة الرياض، قبل أن يتسلم زمام الأمور كاملة خلال فترة التوقف المقبلة.
* والمفيد في هذا الوصول أنه يأتي قبل موعد فترة التسجيل الثانية بأكثر من خمسين يومًا سيخوض الفريق خلالها ما يقرب من عشر مباريات ما بين الدوري والكأس والبطولة العربية، وهي فترة كافية ليبلور المدرب خلالها احتياجات الفريق ويأخذ قرار مراكز اللاعبين ليتم استقطابهم بالعمل الإداري من خلال الرئيس التنفيذي.
* المفاوضات الناجحة مع كين، قادها (الرئيس التنفيذي) الكابتن حمد الصنيع، وهو نفسه الذي قاد مفاوضات ما فبل ثلاثة عشر عامًا، عندما كان مديرًا للفريق، ليضيف نجاحًا جديدًا إلى سجل نجاحاته الكبيرة السابقة والمتعددة مع المدربين واللاعبين الأجانب، وحتى المحليين، في كل مرة تسند إليه المهمة ومع إدارات مختلفة.
* الأسلوب الذي يفضل كين اللعب به ربما سيفجر قدرات وإمكانات بعض الأسماء الكبيرة في الفريق التي لم تظهر بالشكل المطلوب، وأولهم (بريجوفيتش) وقد تعيد أيضًا لفيلانويفا التوهج الذي افتقده بتكرار تغيير مركزه، وتألق رومارينهو معه أمر مفروغ منه لمعرفته الشديدة به فترة مشاركته مع فريق الجزيرة الإماراتي.
* يحتاج إكمال إيقاف (دحدرة) الفريق عمليًا، وعدم انزلاقه أكثر إلى مواقع الخطر الكبير؛ وحتى لا يتكرر (كابوس) الموسم الماضي الذي عاشته جماهيره الوفية، إلى عمل إداري أكثر وضوحًا ونضوجًا وتأثيرًا على الفريق وأدائه ونتائج مبارياته.
* ليس مقبولاً مع كل الملاحظ في عمل وشخصية الجهاز الإداري وضعفه الواضح، استمرار الوضع على ما هو عليه، فالمتابع لا يكاد يلحظ عملاً أو حضورًا أو تفاعلاً قويًا ومناسبًا، وليس من الخطأ أن يشمله التغيير وعلى الأقل أن يدعم الفريق بمشرف (حقيقي) وليس اسميًا أو صوريًا.