الجزيرة - أحمد السليس:
نظمت ريفينيتيف أمس الملتقى السنوي الحادي عشر للامتثال ومكافحة غسل الأموال بالعاصمة الرياض وذلك برعاية معالي الدكتور أحمد بن عبدالكريم الخليفي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» رئيس اللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال.
وأعلن أيمن السياري نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي في كلمته الافتتاحية عن تنظيم حملة توعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بهدف تعزيز ثقافة التزام قوية على امتداد المملكة. وقال: «امتداداً للجهود التي تقوم بها المملكة على الصعيدين المحلي والدولي في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتأكيدا لموقف المملكة الرسمي بالالتزام بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب و دعما للإجراءات المتخذة في مكافحتها، وبمناسبة انطلاق أعمال هذه الندوة ستطلق مؤسسة النقد واللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال بالتعاون مع رئاسة أمن الدولة اليوم حملتها التوعوية لمكافحة غسل الأموال التي تأتي تنفيذا لأحد الأهداف الاستراتيجية الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وخطة العمل المعدة لتنفيذها التي أقرها مجلس الوزراء في عام 2018 م، حيث سيشمل برنامج الحملة التوعوية العديد من المعلومات من ضمنها التعريف بجريمة غسل الأموال والطرق والأساليب المستخدمة في الجريمة، والتحذير من التعاون مع مرتكبيها والإجراءات والعقوبات النظامية التي تطبق على مرتكبي هذه الجرائم ومساعديهم، حيث ستنشر في كافة الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي رسائل توعوية باللغتين العربية والانجليزية ومواد ووسائل إعلامية مقروءة ومرئية.»
وأضاف: «يلقى موضوع الالتزام ومكافحة غسل الأموال اهتماما كبيرا من قبل المنظمات الدولية والإقليمية والجهات التشريعية والرقابية في الدول، إدراكا من الجميع بأهمية ما يحققه ذلك في تعزيز الأداء والملاءة المالية للمؤسسات المالية وغير المالية وفي خططها المستقبلية وتجنيبها العديد من المخاطر ومنها مخاطر غسل الأموال.»
وأشار إلى أن الالتزام بالأنظمة والتعليمات يعتبر أحد أهم ركائز وأسس نجاح المؤسسات المالية، ويساهم في المحافظة على سمعتها ومصداقيتها وعلى مصالح المتعاملين معها، ويوفر لها الغطاء القانوني لحمايتها من أي تبعات نظامية أوقانونية قد تتعرض لها، ويعد الالتزام مسئولية شاملة ومتعددة الجوانب والاتجاهات ينبغي على جميع العاملين في القطاعات المالية وغيرها الامتثال والوفاء بها لما في ذلك من نتائج إيجابية مباشرة على المنشأة بشكل خاص وعلى القطاع المالي في المملكة بشكل عام.وأكد أن مؤسسة النقد تطالب جميع المؤسسات المالية الخاضعة لإشرافها ورقابتها بضرورة الالتزام بالأنظمة والتعليمات تطبيقا لما تضمنته المعايير والمتطلبات الدولية، والعمل على تطبيق السياسات والإجراءات بفعالية ومنها تلك التي تساهم وتعزز من النهج القائم على المخاطر الذي يهدف إلى إيجاد فهم أعمق للتهديدات ونقاط الضعف وإيجاد الوسائل والآليات المناسبة للحد من خطورتها، وفي مراقبة ومنع العمليات والإبلاغ عن الأنشطة المحظورة أو المشبوهة.
وتوجه للحاضرين بالمباركة لهم بحصول المملكة على العضوية الدائمة في مجموعة العمل المالي «فاتف» حيث وافق الاجتماع العام للمجموعة الذي عقد في مدينة أورلاندو بالولايات المتحدة الأميركية شهر يونيو 2019 م على منح المملكة مقعد عضو لديها، كأول دولة عربية تحصل على هذه العضوية. وقال: «أثمن الجهود التي قام بها أصحاب السمو والمعالي الوزراء في الجهات المعنية والتي ساهمت في تعزيز ودعم موقف المملكة لتجاوز عملية التقييم المتبادل والحصول على العضوية، والشكر والثناء موصول لكافة أعضاء وأمانة سر اللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال والجهات واللجان المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح وممثلي القطاع الخاص على ما قاموا به من أعمال وجهود حثيثة ومضنية خلال السنوات الثلاث الماضية. إن انضمام المملكة إلى هذه المجموعة سيكون له العديد من الاعتبارات والامتيازات التي تساهم في تعزيز مكانة المملكة، أهمها إيجاد نوع من التوازن الجغرافي للدول الأعضاء في المجموعة، وإضفاء مزيدٍ من السمعة الدولية الجيدة للمملكة وتعزيز مكانتها في مجال المكافحة، وتولي دور رئيس بارز ومباشر في المشاركة في قرارات وأنشطة المجموعة، وتحسين وتطوير قدرات المختصين في المملكة وخبراتهم من خلال المشاركة في اجتماعات المجموعة، والمشاركة في أعمال فرق العمل وأنشطتها، والتعرف على أبعاد الموضوعات والمقترحات المطروحة في فرق العمل في المجموعة والمشاركة في اتخاذ القرارات، وأخيرا المشاركة في فرق التقييم والمجموعات التي تشكل لأغراض المراجعة الدورية من خلال ترشيح مقيمين من المملكة.
وقال محمد إسماعيل مدير تسويق الشرق الأوسط، ريفينيتيف: «لقد احتفلنا هذا العام بالسنوية الخامسة لإطلاق استطلاع الامتثال في الشرق الأوسط. تؤكد نتائج الاستطلاع أن أعرف عميلك هو برنامج الامتثال الأول المعتمد ضمن سياسات الالتزام للشركات المالية في الشرق الأوسط. وأشار جميع المشاركين في الاستطلاع أن أعرف عميلك هو في الواقع ضمن البرامج الثلاثة الأولى المعتمدة لدى مؤسساتهم.»
تطمح المؤسسة إلى أن ترفع مستوى الالتزام وتجاوز التحديات ومعالجة وتحسين التدابير لدى المؤسسات المالية بشكل كبير لما له من تأثيرات وانعكاسات إيجابية كما ذكر سابقا على القطاع المالي وتعزز من فرص تناميه وازدهاره.
وقال ريان فايز، مدير عام البنك السعودي الفرنسي: «إن الالتزام هو مبدأ يجب علينا تطبيقه في كافة أعمالنا المصرفية والمالية كما هو الحال في حياتنا اليومية. لذا حرصنا وبدعم من مؤسسة النقد العربي السعودي علي تطبيق الالتزام بأعلى معاييره في أنشطة منظماتنا اليومية، مما سيساهم في بناء قطاع قوي وأكثر استقراراً في المملكة.»
وتحدث عن حرص المؤسسات المالية السعودية بالعمل على توفير التدريب والتوعية المطلوبة لموظفيها لتمكينهم في مجال الالتزام ومكافحة غسل الأموال وذلك من خلال تصميم وإدارة برامج تدريب لجميع منسوبي القطاع المصرفي بمختلف مستوياتهم.
وقال فايز: «في ظل التطور التقني الذي يشهده القطاع المصرفي فإنه يتوجب علينا كمختصين في مجال الالتزام أن نكون متوافقين مع هذا التطور. فمن خلال توفر الأنظمة والتطبيقات المصرفية والمالية الحديثة، سواء تلك المستخدمة لدى مؤسساتنا أوالتي أصبحت بين يدي كل فرد منا من خلال أجهزة الهاتف المحمولة، أصبح إجراء العمليات المالية والبنكية أمرا ميسراً ومتاحاً في أي وقت ومكان.»