فهد بن جليد
تصويب العمل الميداني لتطبيق لائحة الذوق العام، فيما يخصُّ (لبس الشورت) واستثنائه من المُخالفات، وفتح المجال لمن تم تحرير مُخالفة بحقه للتظلم، لا يُقلِّل من العزم على تطبيق اللائحة بشكل حازم وصارم، بل على العكس هذا يؤكد أنَّ التطبيق جاد لذا تم تصحيح المفهوم الخاص بارتداء (الشورت) تحديداً، لأنَّ النظام انتصر بالفعل لذائقة الناس بقصد حمايتهم من المناظر الخارجة عن الذوق العام بصرياً وسمعياً، وإن كُنت أتمنى أن يتم إسقاط المُخالفات التي حُرِّرت سابقاً ضد من لبس (الشورت) بشكل آلي، دون الحاجة للمُراجعة والتظلم.
إذا استمر تطبيق لائحة مُخالفات الذوق العام على هذا النحو من القوة والجدية التي ظهر بها في (أسبوعه الأول)، فأنا مُتأكد أنَّ الصورة ستتغير جذرياً في وقت أقصر من المتوقع، وسنتخلص من كثير من العادات والطباع الخارجة عن الذوق العام بسرعة وللأبد، لتبقى فقط (مسألة) المُحافظة على هذه الوتيرة بعدم التهاون أو التراخي في المُستقبل، وعدم إعطاء أصحاب التعليقات والمُمارسات غير المُبالية بلبسهم وهيئتهم، فرصة الخروج علينا في الأماكن العامة لمُمارسة هواياتهم بإزعاج الآخرين وتعكير صفو وجو الأماكن العامة، وهو ما يضمن التخلص من كل هذه الظواهر المرفوضة والدخيلة، واجتثاثها بالكامل من ثقافة وذاكرة الجيل الحالي، الذي تشرَّب للأسف جزءا من هذا المفهوم والهيئة عن طريق بعض الألعاب الإلكترونية التي يظهر فيها اللاعب (بثياب النوم) وبشكل رث، كناية عن فئات مُحدَّدة، وكأنَّ ملابس النوم ليست للنوم فقط بل هي أيقونة ودلالة لها قيمتها ومعناها، لذا أرجو أن تطال العقوبة والحجب بعض المواقع الإلكترونية التي تساعد وتُشجع على نشر مثل هذه الظواهر.
ردة الفعل والصدمة التي أحدثها تطبيق المُخالفات بشكل جاد عند النشء، وعند من يرتدون ملابس لا تتناسب وطبيعة الأماكن العامة والمساجد والشوارع وغيرها، تنبئ بأنَّ النتائج سارة وسعيدة وستحقق الأهداف المرجوَّة، لأنَّ المُخالفين عادة يختبرون قوة النظام وجديته مع الأيام الأولى لتطبيقه، فالبدايات تعكس دائماً نوع النظام هل سيتم تطبيقه بصرامة ليبدأ عهد وعصر جديد بالفعل، بالمُحاسبة وإيقاع الغرامة والمُخالفة لتغيير الصورة النمطية الخاطئة عن مجتمعنا واحترام ذائقة الناس، أم أنَّه نظام سيبقى حبيس الأدراج وذاكرة المُشرعين مثلما هو الحال مع أنظمة منع التدخين في أماكن العمل أو الملاعب والأماكن العامة، التي أرجو أن يطالها التطبيق ضمن لائحة الذوق العام؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.