د. أحمد الفراج
نواصل الحديث عن رؤساء أمريكا، وتصنيف الاستطلاعات الشعبية والمؤرِّخين لأدائهم، ولا شك أن أمريكا، ومثل أي دولة أخرى، حكمها رؤساء عيار ثقيل، لا زال الساسة والمعلّقون يتحدثون عنهم وعن إنجازاتهم، ويأتي في مقدمة هؤلاء ابراهام لينكولن، صاحب الإنجاز التاريخي بإلغاء الرق، والذي أثَّر على هذه القضية غير الإنسانية حول العالم، وأيضاً جورج واشنطن، الأب الروحي لأمريكا، والرئيس، الذي كان بإمكانه أن ينصّب نفسه ملكاً لو أراد، ولا ننسى فرانكلين روزفلت، الرئيس الوحيد، الذي انتخب أربع مرات، وكان له إنجازات ضخمة، وسياسات كان لها أثر كبير على أمريكا والعالم، ففي عهده، رسّخت أمريكا اسمها كقوة عالمية عظمى، بعد دخولها معترك الحرب العالمية الثانية، ومثلما أن الشعب الأمريكي انتخب هؤلاء، فقد انتخب أيضاً رؤساء آخرين، لم يسجل التاريخ لهم أي إنجاز، أو ربما سجل لهم سياسات سيئة، ومن هؤلاء يبرز الرئيسان، جيمس بوكانن وزاكري تايلور وغيرهم.
ضيفنا اليوم هو الرئيس، شستر آرثر، وهو لم ينتخب، بل وصل للرئاسة بعد اغتيال الرئيس، جيمز قارفيلد، لأنه كان نائباً له، ونائب الرئيس يصبح رئيساً بشكل أوتوماتيكي بعد موت الرئيس، حسب الدستور الأمريكي، وكانت له جهود في إصلاح النظام المدني، وتأسيس سلاح البحرية من جديد، وإنجازات داخلية أخرى لا تقل أهمية عنها، ولكنه أيضاً وقَّع على قانون يمنع الأمريكيين من أصل صيني من الحصول على الجنسية الأمريكية، كما يمنع ذات القانون الهجرة من الصين إلى أمريكا، ولأنه كان يعاني من مشاكل صحية جمة، فقد تقاعد من الرئاسة بعد نهاية فترته، ولم يترشح لفترة أخرى، ما يعني أنه ضمن الرؤساء، الذين حكموا دون أن ينتخبهم الشعب لمنصب الرئيس، وتصنفه الاستطلاعات الشعبية والمؤرِّخون ضمن قائمة الوسط، ربما في أواخر القائمة، وبهذا يكون قد نجا من قائمة الأسوأ، رغم أن هناك من يرى بأنه يستحق أن يكون ضمن قائمة أسوأ عشرة رؤساء!