أحمد المغلوث
منذ عقود ونحن نحلم بمثل هذا الصندوق الاستثماري، وبالأمس القريب حوَّل ملكنا العزيز سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- هذا الحلم إلى حقيقة وواقع، بإنشاء صندوق استثماري يرتبط تنظيميًا بصندوق التنمية الوطني، وبحسب ما جاء في نص الأمر فهو يختص بكل ما يتعلق بالفعاليات المرتبطة بقطاعات الثقافة والترفية والرياضة والسياحة.. والجميل أن هذا الصندوق الحلم بات حقيقة واقعة وناصعة البياض، ويترأسه عراب الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء.. مما يدفع بالصندوق لأن يسير في برامجه وخططه في المسار الصحيح، فسمو ولي العهد ومنذ لحظة وصوله إلى قمة المسؤوليات في وطن الخير وهو وجه خير على الوطن، بل إنه بات رجل التغيير وقائده خلال سنوات قصيرة في عمر الزمن. لقد تحقق للوطن في عهده وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الكثير الكثير من الإنجازات.. ولقد أجمع رجال الاقتصاد والاسنثمار في العالم على أهمية استثمار مثل هذه الفعاليات الفاعلة والمهمة والتي تدر ذهبًا كما يُقال.. كثيرون منا ممن عاصر خطط الدولة المختلفة في مجالات التنمية يشعر بأن نافذة جديدة وواسعة قد فُتحت أمام رجال الوطن وعشاق الاستثمار في مثل هذه الفعاليات.. فعاليات متعددة تفتح المجال الواسع للعمل من أجل الوطن وخدمته. فالاستثمار من خلال وجود هذا الصندوق الاستثماري سوف يدفع بكل من لديه فكرة سديدة لمشروع يشتمل على جدوى اقتصادية وثقافية وترفيهية لن يتردد على طرق باب هذا الصندوق، ليساعده في تنفيذ مشروعه. فتحقيق الاستثمار لا يأتي من إعداد فعالية أو نشاط وقتي، وإنما يجب أن يكون له «ديمومة» والاستمرارية، وبلادنا في هذا العهد الزاهر، عهد العطاء والتشجيع والانفتاح على العالم، جعل النشاط السياحي يأخذ هذه الصفة المحمودة، فمع إشراقة كل يوم يستقبل الوطن عشرات الآلاف من المعتمرين، وعشاق السياحة، وحتى المشاركين في المؤتمرات والندوات التي يجب أن تتوالد ليس فقط في العاصمة الرياض أو جدة والدمام وإنما في مختلف مناطق ومدن المملكة المختلفة. وعلى هامش -مثلاً- الاحتفال بمهرجان التمور في الأحساء أو القصيم يجب أن تعقد مؤتمرات وندوات تتحدث عن جوانب علمية وبحثية تتضمن العديد من أوراق العمل. على أن يكون في كل عام شعار لهذا المؤتمر إضافة إلى موضوع رئيس تدور حوله مختلف المواضيع.. مؤتمر يناقش كيفية الاستثمار الأفضل في التمور. وعام آر يناقش أفضل الطرق التسويقية للتمور، وهكذا. وكل قطاع ممن يشملهم دعم الصندوق يجب عليه أن يقدم كل ثلاثة أشهر العديد من البرامج والأفكار. هذا، ويجب أن يقوم الصندوق بطرح مسابقة لاستقبال أفضل الأفكار التي تتناسب مع برامج وفعاليات هذه القطاعات. وعندما يتم الموافقة على اختيار الفكرة يجب أن يقدم لصاحبها مكافأة لا تقل عن مليون ريال، وله نسبة 5 % من دخل الفعالية في حال نجاحها.. دول عديدة تقدم مثل هذا المكافآت، بل وتمنح حوافز عديدة لمن يسهم في إثراء وطنه بكل ما من شأنه أن يساعد على وجود مشاريع تخدم الوطن.. وتجلب المال لخزينته. فهل نفعل..