يوسف بن محمد العتيق
قد يغيب عن بال بعض الناس أن علماء الحديث القدامى ناقشوا طرق أخذ المعلومة عن الآخرين وكيف تكون ومن أي شخص، وذلك عند حديثهم عن الحديث النبوي الشريف وكيف يصل إلينا.
وليس هذا موضوعنا بشكل مباشر، وإنما موضوعنا هو حديث المتقدمين عن أخذ المعلومة عن النساء وكيف تروى وتنقل للجيل الذي يليهم.
بدون شك لم يفرق العلماء الأوائل بين رجل وامرأة في النقل بل كان النقاش عن الحفظ والقدرة على فهم ما ينقلون إلينا دون التفريق بين الرجل والمرأة، والكل يعرف الجملة المشهورة (قال ابن عباس حدثتنا عائشة) وهو أن الصحابي الجليل عبدالله بن عباس ينقل عن أم المؤمنين عائشة بعض النصوص، فكانت هذه الجملة مشهورة عن الباحثين والمهتمين في نقل الرجل عن المرأة المعلومة.
ومنذ قرون متقدمة من صدر الإسلام، وكانت الكثير من السيدات من صحابيات ومن بعدهن لهن دور مهم في رواية المعلومة، ومن ثم ينقلها عنها الرجل سواء كانوا من أفراد أسرتها أو من طلبة العلم.
ومن راجع كتب التراث وجد عناية كبيرة بموضوع نقل الرجل المعلومات عن النساء، وأنه موضوع مهم بخاصة في كتب رواية الحديث النبوي والتي أفردت لهذا الموضوع صفحات متعددة.
أخيرا سقت هذه المعلومات باختصار لأربط بينها وبين ما نقله زميلنا العزيز الشيخ عبدالله بن محمد أبا بطين من معلومات عن جده الأمير محمد بن عبدالعزيز بن ماضي، من أمه الجوهرة بنت محمد بن ماضي في كتاب (تاريخ الأمير محمد بن عبدالعزيز بن ماضي...... ترويه ابنته الجوهرة بنت محمد بن ماضي) كذا على غلاف الكتاب.
وابن ماضي (والد الجوهرة وجد عبدالله أبا بطين لأمه) من رجالات الملك عبدالعزيز الذين تولوا الإمارة في عدة مناطق ومدن بتوجيه من المؤسس رحمهما الله.
فهذا الكتاب لو تأملنا فيه لوجدناه يحي هذه الطريقة القديمة والتي تكاد تكون توقفت من نقل موضوع كامل عن سيدة معاصرة للحدث أو شاهدة عليه.
لست أتحدث الآن عن الكتاب أو السيدة الرواية أو الكاتب عن والدته، فهذه كلها جوانب مهمة، لكن حديثي هنا عن جانب توثيق حياتنا الاجتماعية عن طريق نساء عاصروا الحدث ولديهم معلومات قد لا توجد عند غيرهم، فهذا موضوع مهم يجب ألا نغفله عند الحديث عن تاريخنا المحلي العريق.