فهد بن جليد
من منَّا لم يوقِّع على صورة هويته الوطنية للبنك، هذا الإجراء مُتبع حتى اليوم عند مُراجعتك للبنك لأي سبب: تحديث بيانات، تجديد بطاقة صراف، وحتى مجرَّد الحصول عل كشف حساب، دون وجود أي تفسير منطقي لسبب هذا التوقيع أو الهدف منه، مع صمت مؤسسة النقد حيال هذا التصرّف الذي يُشكِّل خطورة في حال تم استغلاله بطريقة غير أخلاقية، وللأسف مع تعامل بعض البنوك وتحايلها على العملاء، بات الأمر أكثر صعوبة، صحيح أنَّ التوعية زادت أكثر بضرورة اختيار مكان التوقيع، وكتابة سبب الخدمة التي يطلبها العميل، ولكن ماذا عن التواقيع السابقة التي كان البنك يطلبها وهي موجودة في ملف العميل، وكيف يمكن حماية العملاء من سوء استغلالها خصوصاً عندما يقع خلاف بين البنك والعميل!
في 26 ديسمبر 2017 طالبت هنا تحت عنوان (خطورة التوقيع على صورة الهوية في البنوك) بتوضيح موقف مؤسسة النقد ممَّا يجري، استناداً للمبادئ الـ10 لحماية عملاء المصارف الذي طوَّرته المملكة ضمن دول الـG20، خصوصاً المبدأ الثالث الذي يركِّز على التثقيف والتوعية وفهم المخاطر، والمبدأ الخامس الذي يوجب حماية العميل ضد عمليات الاحتيال أو إساءة الاستخدام، وهو ما ينطوي على عدم فهم الغاية من جمع تواقيع العملاء في كل مرَّة على صور هوياتهم الوطنية.
لن أثق بعد اليوم في بنك يتصل بي موظفه هاتفياً ويعرِّف نفسه أنَّه من إدارة حماية المخاطر لتحذيري من مُحاولة اختراق بطاقتي البنكية، وأنَّه يجب عليَّ مراجعة أقرب فرع على الفور لتغيير رقمها التسلسلي، وفجأة أكتشف أنَّه لا يوجد أي مُحاولة اختراق وأنَّ المقصود هو استبدال بطاقتي من الفئة الذهبية إلى الفئة العادية رغم أنَّه بقي على انتهائها 6 أشهر، لأنَّ متوسط حسابي لم يعد مرتفعاً أو أنَّ دخلي الشهري انخفض، بكل برود يتم التحايل عليك واستبدال بطاقتك بهذه الطريقة غير اللائقة، فهل هذا الإجراء قانوني باستغلال مُصطلح المخاطر لتخويف العميل؟ وهل تقرُّ أنظمة مؤسسة النقد التحايل على العميل والحصول على تواقيعه ثم استبدال بطاقته قبل انتهائها بهذه الطريقة بهدف إنزاله من فئة إلى أخرى؟ ولماذا لا تحمي مؤسسة النقد عملاء المصارف المحلية من مثل هذه التصرفات؟ أنا سأتقدَّم بشكوى لمؤسسة النقد لحل مشكلتي مع بنكي الذي كُنت أثق فيه قبل اليوم، وتربطني به مصالح وعقد تمويل، ولكن من يحمي كبار السن والعملاء الآخرين الذين قد يقعون ضحايا لمثل هذا الاستغلال غير المقبول، مؤسسة النقد مُطالبة بتوضيح موقفها والتحذير من استغلال تواقيع العملاء أسفل صور هوياتهم، فمن يكذب عليك ليغيِّر فئة بطاقتك قد يكذب عليك ويستغل توقيعك إذا لم يجد من يردعه بالنظام والعقاب المُناسب.
وعلى دروب الخير نلتقي.