«الجزيرة» - المحليات:
مع اقتراب العد التنازلي نحو طرح أسهم أرامكو للاكتتاب في السوق السعودي كأكبر شركه نفطية في العالم، تتجه الأنظار الاقتصادية نحو حدث يصنف بأنه الأكثر أهمية في الاقتصاديات العالمية ليضاعف حجم سوق الأسهم المحلي ويعطي حجما أكبر للسوق السعودي.
وينظر الخبراء إلى أن الاكتتاب في أرامكو سينعش فرص الاستثمار الأجنبي في السوق المحلي، مما يتيح خلق فرص عديدة، وسيرفع من معدل الاستثمار بشكل عام ويساعد في تحفيز الاقتصاد الوطني وتحريك الأسواق بما يتفق مع رؤية المملكة 2030.
توزيع أرباح
وفي هذا الاتجاه أكدت أرامكو اعتزامها الإعلان عن توزيع أرباح مرحلية بقيمة 3.9 مليار دولار عن الفترة الواقعة ما بين تاريخ الإعلان عن التخصيص النهائي لأسهم الطرح للمؤسسات المكتتبة والمكتتبين الأفراد وحتى 31 ديسمبر 2019م من خلال النقد المتوافر لديها. وسيتم تحديد تاريخ استحقاق الأرباح لمالكي الأسهم بمن فيهم مالكو أسهم الطرح التي تم تخصيصها في هذا الطرح.
وكشفت النقاب عن أنها ستقوم بتوزيع أرباح مرحلية «عادية» بقيمة 13.4 مليار دولار، وذلك عن الربع الثالث من 2019. كما ستقوم بتوزيع أرباح مرحلية بحد أعلى 9.5 مليار دولار، بعد الحصول على الموافقات اللازمة من قبل مجلس الإدارة، وذلك قبل تاريخ الإعلان عن التخصيص النهائي لأسهم الطرح للمؤسسات المكتتبة والمكتتبين الأفراد من هذه النشرة.
وأشارت إلى أنه سيتم دفع هذه الأرباح إلى الدولة بصفتها المساهم الوحيد في الشركة، ولن يكون للمستثمرين الذين يكتتبون في أسهم الطرح الحق في الحصول على أي جزء من تلك الأرباح بصرف النظر عن تاريخ دفعها.
فرصة الاستثمار في أكبر شركة متكاملة للنفط
ويمنح اكتتاب أرامكو السعودية المستثمرين، للمرة الأولى، فرصة الاستثمار في أكبر شركة متكاملة للنفط الخام والغاز في العالم، حيث تتمثّل رؤية أرامكو السعودية في أن تصبح أكبر شركة متكاملة للطاقة والكيميائيات في العالم، تعمل وفقًا لمنظومة تشغيلية آمنة ومستدامة وموثوقة.
وفي إطار سعيها إلى توفير قيمة لمساهميها رغم تقلبات أسعار النفط الخام، والمحافظة على ريادتها في مجال إنتاج النفط الخام والغاز، وتحقيق مزيد من القيمة المضافة في جميع مراحل سلسلة الموارد الهيدروكربونية، ونمو مجموعة أعمالها بشكلٍ مربحٍ، والاستفادة من الاحتياطيات الكبيرة، وحجم الإنتاج وانخفاض التكلفة، حيث تتمتع أرامكو السعودية بأقل تكلفة في قطاع التنقيب والإنتاج، وأقل نفقات رأسمالية لكلّ برميل.
وحرصت أرامكو السعودية خلال الفترة القليلة الماضية على تطوير التقنية الجديدة ودمجها بطريقة مصممة خصيصًا لأعمال الشركة لضمان الاستدامة طويلة الأجل لأعمالها، وتعزيز كفاءتها التشغيلية، وزيادة الربحية، وتقليل التأثير البيئي لعملياتها، حيث يمثّل الطرح الأولي العام فرصة للمستثمرين المحليين والدوليين من المؤسسات، لشراء حصة في أكبر شركة متكاملة للنفط والغاز في العالم.
عوامل محفزة للاستثمار
ويشدد عدد من الخبراء المختصين أن هناك عوامل عديدة محفزة نحو جدوى الاستثمار في أرامكو، حيث إن للشركة مستوى منقطع النظير من الاحتياطيات التقليدية المؤكدة وإنتاج النفط الخام والمكثفات، إلى جانب تمتعها تتمتع الاحتياطيات مع سجلٍ حافلٍ من تعويضها بتكلفة منخفضة، إلى جانب ما تمتلكه من قدرة فريدة على تحقيق القيمة من خلال الإدارة الفعالة لأكبر قاعدة احتياطات هيدروكربونية تقليدية على مستوى العالم.
قدرة تشغيلية فريدة
وشددوا في هذا الصدد على ما يتوافر للشركة من قدرة تشغيلية فريدة على الاستجابة للتغيّرات التي تطرأ على العرض والطلب وامتلاكها احتياطيات ضخمة من الغاز عالي الجودة، والحق الحصري في توفير إمدادات الغاز للسوق المحلية الكبيرة والمتنامية، إلى جانب أن لدى الشركة القدرة على تسييل الإنتاج ببيعه إلى قاعدة واسعة من العملاء الدوليين، من خلال شبكة التكرير والكيميائيات المملوكة للشركة، بالإضافة للسجل الحافل بموثوقية إمدادات النفط الخام إلى مختلف أنحاء العالم، باعتبارها رابع أكبر شركة تكرير متكاملة في العالم على أساس صافي طاقة التكرير، وتزوّد المملكة والأسواق العالمية الكبرى وسريعة النمو بالمنتجات عالية القيمة. إضافة إلى تميزها في حجم التكرير وتطور المصافي وتحسين مستوى التكامل وتمتعها بوجود شركاء لها من مختلف أنحاء العالم.
أقل الشركات مديونية على مستوى العالم
ووفقاً لمحللين في اقتصاديات النفط فإن أرامكو تعتبر من أقل شركات النفط العالمية الخمس الكبرى مديونية على مستوى العالم، كما تحقق نتائج أفضل من أيٍّ من شركات النفط العالمية الخمس الكبرى، فيما يتعلق بالتدفقات النقدية التشغيلية والتدفقات النقدية الحرة والأرباح والقدرة على تنفيذ أكبر مشاريع التنقيب والإنتاج والتكرير والكيميائيات على مستوى العالم.
أكبر منتج للنفط في العالم
ويرى المحللون أن أرامكو نجحت في المحافظة على مكانتها كأكبر منتج في العالم للنفط الخام والغاز من حيث كميات الإنتاج، مع توفير إمدادات نفطية موثوقة ومنخفضة الانبعاثات الكربونية للعملاء، وسعيها في توسيع أعمال الغاز داخل المملكة وخارجها، وتعزيز العلامة التجارية للشركة على الساحة العالمية.
المواطنون يترقبون
على صعيد آخر يترقب آلاف من المواطنين الإعلان عن الموعد الرسمي للاكتتاب في ارامكو بنظرة تفاؤلية واستثمارية، حيث يعد طرح جزء من أسهم أرامكو للاكتتاب فرصة كبيرة للمواطنين السعوديين للاستثمار في كبرى شركات الوطن الناجحة والتي ستوزع أرباحها على الملاك على المدى الطويل.. كما أن لديهم قناعة راسخة بأن الاكتتاب سوف يضاعف حجم سوق الأسهم المحلي ويعطي حجما أكبر للسوق السعودي، وهو ما سيؤدي إلى رفع معدل الاستثمار بشكل عام في المملكة يساعد على تحفيز الاقتصاد الوطني وتحريك الأسواق ويتفق مع رؤية المملكة.