عمر إبراهيم الرشيد
-1-
رائعة تلك الصداقة حين لا تغيرها السنين عندما يغيب عنك صديقك رغماً عنه، لظروف الحياة من تنقل أو دراسة أو عمل وغيرها. لقد اكتسبت الصداقة اسمها من صدق المشاعر وما ينتج عنها من تعامل، وإن جرفت الماديات واللهاث وراء الكسب والعيش صنوفاً من البشر، إلا أنه يبقى الخير في الكثيرين.. بل إنك تجد من الناس من إذا رأى من يبادر لفعل خير تبعه فعمل مثله، لأن بعضهم يحتاج إلى تحفيز وقدوة تشعل جذوة الخير فيه.
انظروا إلى حملات التبرع سواء تلك التي تنظمها جهات حكومية أو جمعيات إنسانية، أو تلك التي تتم عبر منصات الإعلام الاجتماعي، تجد الناس يتسابقون لإغاثة الملهوف والمريض والمحتاج (لا يزال الخير في أمتي إلى يوم القيامة) كما قال صلى الله عليه وسلم. وكما قلت، رائع هو الشعور حين تجد صديقك بعد غياب سنين عديدة وهو يحمل لك المشاعر ذاتها من الود والاحترام وصدق النية!.
-2-
لا غرابة حين تلحظ قلة من يلقون السلام في الأماكن العامة وأماكن الانتظار، وقد ثبتت العيون على هواتفهم حتى وهم يمشون، بل وحتى أثناء قيادة سياراتهم وهو السبب الأول حالياً في الحوادث وقاكم الله منها.. لكن الأغرب بل والأقبح حين تلقي السلام ولا تجد من يرد عليك التحية، وهذا حدث ويحدث معي سواء على جماعة من الناس أو فرد. وحين حث النبي الكريم على إلقاء السلام بين الناس فلإزالة ذلك الحاجز النفسي ممن لا نعرفهم وإشعارهم بالطمأنينة وإشاعة الشعور بالرابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع، فردوا السلام!.
-3 -
ما زال الملايين في عذاب الانتظار لحملة التشجير وإكساب شوارع وميادين مدننا وبلداتنا عبر المملكة اللون الأخضر، لون الحياة والهدوء وصفاء النفس. ما زال الناس بانتظار أن يتراجع طغيان اللونين الرمادي والأسود الكئيبين إلى حدودهما الطبيعية، ولو كانت وزارة الصحة وهي المكلفة بصحة المجتمع في لياقتها الإدارية المرجوة لتدخلت وعملت مع وزارة البلديات وغيرها من الجهات، لتسريع مشروعات التشجير التي تسير سير السلحفاة. أقول: وزارة الصحة وهي التي لم تتم حتى الآن تغطية المواطنين بالتأمين الطبي والله المستعان!. أسرعوا بالتشجير حتى ينخفض معدل تزايد أمراض ضغط الدم والسكري والاكتئاب، من كآبة شوارعنا ومياديننا وتناقص الأكسجين وندرة الظل في شمسنا اللاهبة، عافاكم الله وصحبتكم السلامة.