د. مساعد بن سعيد آل بخات
وأنا أتفكر في أحوال الدول الإسلامية, كيف كانت؟ وأين أصبحت؟ سألت نفسي: لماذا تحاول إيران محاربة المملكة العربية السعودية بإرسال مئات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة (درونز) إلى أراضي المملكة العربية السعودية؟
ولعل آخر حدث هو قصف معامل البترول في بقيق بفعل أيدٍ إيرانية خبيثة.
فما سر هذه المعاداة؟
ولماذا لم ينتهِ هذا الكره والحسد والحقد على مَرّ سنوات مضت؟
ووجدتُ حينها أن الأسباب كثيرة, منها:
أولاً: تعد المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على قيادة دول العالم الإسلامي نحو بر الأمن والأمان بعيدًا عن أجواء الفتن والشغب والحروب التي تضر بالمجتمعات الإسلامية, فمرة تساعد الدول المحتاجة, ومرة تناصر المظلوم, ومرة تقف مع قضية فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني, ومرة تصلح ذات البَين بين قادة الدول المتنافرين كما حدث بين دولتَي إريتريا وجيبوتي. فالمملكة العربية السعودية لها القدرة أيضًا على التأثير في دول العالم الإسلامي؛ فهي من الدول التي تؤثر ولا تتأثر.
ثانيًا: تستند المملكة العربية السعودية في حكمها وقضائها إلى كتاب الله وسُنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, بعكس بعض الدول الإسلامية مثل تركيا التي تعتمد على النظام العلماني كما هو مكتوب في الدستور لديهم, ويأتي رئيسهم أردوغان ليرفع المصحف الشريف في خطاباته ليدغدغ مشاعر المغفلين بمساندته قضايا المسلمين، منها قضية فلسطين!
ثالثًا: تعد المملكة العربية السعودية قِبلة أكثر من مليار مسلم ومسلمة نظرًا لوجود بيت الله تعالى (الكعبة المشرفة) بالمسجد الحرام في مكة المكرمة, ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة؛ فيلجأ لهما كل معتمر وحاج وزائر.
رابعًا: يعد النفط مصدر قوة لأي دولة. وتمتاز المملكة العربية السعودية بأنها تحتل المركز الأول من حيث إنتاج وتصدير النفط على مستوى دول العالم؛ إذ بلغت الإحصاءات في عام 2016م بمعدل 10.460 مليون برميل يوميًّا.
خامسًا: تحتل المملكة العربية السعودية المركز الثاني على مستوى العالم بعد دولة فنزويلا من حيث حجم احتياط النفط بها؛ إذ بلغت الإحصاءات في عام 2015م معدل 268.4 مليار برميل.
سادسًا: تمتلك المملكة العربية السعودية ثالث أكبر صندوق سيادي في العالم، الذي يسمى بصندوق الأصول الأجنبية لمؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، وذلك حسب ما نُشر عن مؤسسة SWF Institute المتخصصة في دراسة استثمارات الحكومات والصناديق السيادية.
سابعًا: تعد المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي استطاعت حشد تحالف إسلامي لإحدى وأربعين دولة إسلامية في غضون ساعات عدة، الذي يهدف إلى محاربة الفكر المتطرف وقمع الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره.
ثامنًا: وضعت المملكة العربية السعودية اسمها بقوة ضمن دول العشرين الأقوى اقتصاديًّا على مستوى دول العالم التي تناقش قضايا أساسية في الاقتصاد العالمي, وسيكون اجتماع دول العشرين القادم في 2020م في المملكة العربية السعودية.
تاسعًا: وجود علاقة وثيقة بين ولاة الأمر والمواطنين في الرخاء والشدة؛ وهو ما يصعب على الأعداء اختراق هذا الحصن المتين, ومن ذلك محاولة حكومة قطر سابقًا بث الفُرقة بين أفراد المجتمع السعودي لتقسيم المملكة العربية السعودية إلى دول عدة مما يضعفها ويُفقدها هيبتها.
عاشرًا: سلاسة انتقال الحكم في الأسرة المالكة (آل سعود) منذ وفاة الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وتناقل الحكم بين أبنائه (الملك سعود, الملك فيصل, الملك خالد, الملك فهد, الملك عبدالله -رحمهم الله جميعًا-) حتى حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-, بدون أي اعتراض أو مشكلات تظهر للسطح فيسمع عنها أو يراها أفراد المجتمع السعودي, بعكس بعض الدول الأخرى التي قد يحدث بين أفراد الأسر الحاكمة فيها خلافات كبيرة على من يتولى الحكم.
الحادي عشر: نجاحات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على المستويَيْن الداخلي والخارجي خلال فترة قصيرة صنعت له أعداء, فكيف لهذا الشاب أن يصنع ما عجز عن صنعه قادة وزعماء دول أكبر منه سنًّا وخبرة؟ لذا يقال: عظمة عقلك تصنع لك الحساد.
الثاني عشر: تمرُّ المملكة العربية السعودية بتطور وتغيير مستمر على الأصعدة كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية. فعلى سبيل المثال في جانب التعليم: في عام 1420هـ كان عدد الجامعات الحكومية 7 جامعات, والآن نحن في عام 1441هـ وقد وصل عدد الجامعات الحكومية إلى 29, بل إن معظم مناطق المملكة العربية السعودية يوجد بها جامعات لتيسير طلب العلم على الطلاب والطالبات.
ختامًا:
يقول كلير لونان: إن جابهك العدو بالشر فجابهه بالحكمة.