د.عبدالعزيز العمر
الهياط بحسب معجم لسان العرب يعني الصياح والجلبة، والهياط بهذا المعنى اللغوي ربما يتوافق مع ما يمارسه البعض هذه الأيام من بهرجة وهياط. الهياط بتحديد أدق يعني أن الشخص المهايطي يقاتل لكي يظهر أمام الناس بصورة مضخمة ومختلفة عن حقيقته. وفي الغالب يمارس الشخص الهياط لغرض تغطية أو تعويض ما يستشعره من ضعف أو نقص في شخصيته، أو لمجرد البحث عن شهرة أو وجاهة اجتماعية. عندما يستشري الهياط في أي مجتمع فذلك دليل على وجود خلل تربوي ثقافي. ظاهرة الهياط للأسف لا تجد اعتراضا مجتمعيا، لذا يلاحظ أنها لا تظهر في المجتمع الغربي بنفس الوضوح في المجتمع العربي، بل أن لدى الغرب مثل شائع يقول «كن كما أنت» أي لا تحاول أن تظهر أمام الآخرين بشكل مختلف عن حقيقتك وعن قدراتك. يقول جون ميسون «أنت ولدت لتكون (أصل)، فلا تحاول أن تموت وأنت مجرد (نسخة)». للأسف لقد وصل الهياط إلى الحياة الأكاديمية، فمثلا أصبحت الشهادات العليا تباع وتشترى لغرض الفشخرة والمهايط، بل وأتذكر أني كنت في معرض للبلاط أبحث في فاتورتي ملف الفواتير، ومررت بفواتير سجلت باسم الدكتور الفلاني، بل إن أحد الأكاديميين كتب على باب مكتبه عبارة مضمونها أنه مكلف بالعمل ملحقا ثقافيا في...، كما أن أحد الأكاديميين جند قبيلته والسوشيل ميديا للإشادة بترقيته العلمية، عندما يصل الهياط إلى المستوى الأكاديمي فهذا يعني أن الهياط قد يكون وصل إلى العظم.