د. أحمد الفراج
تواصل سفينتنا إبحارها مع رؤساء أمريكا، ونتحدث اليوم عن شخصية تاريخية أمريكية، لا لذاتها، بل لانتمائها لأسرة عريقة، أي أسرة هاريسون، فالرئيس بنيامين هاريسون، الجمهوري، الذي فاز بالرئاسة عام 1888، وحكم لفترة يتيمة مدتها 4 سنوات، هو حفيد الرئيس، وليام هنري هاريسون، وأيضًا من أحفاد شخصية كبرى، كانت ضمن الآباء المؤسسين لأمريكا، مع زعامات العيار الثقيل، التي أسست إمبراطورية أمريكا المستقلة عن الإمبراطورية البريطانية، وأهمهم جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وجون آدمز واليكساندرز هاملتون، ونقصد بنجامين هاريسون الكبير، الذي وقّع على وثيقة الاستقلال، وكان ضيفنا اليوم محاميًا شهيرًا، خدم في مجلس الشيوخ الفيدرالي لمدة ست سنوات، وخسر في معركة الانتخاب لحاكمية ولاية إنديانا، كما شارك مع جيش الولايات المتحدة الأمريكية، أثناء الحرب الأهلية الدامية!
كان لهذا الرئيس إنجازات شملت تطوير الغابات الوطنية، والتركيز على تطوير سلاح البحرية، كما كان له جهود كبيرة في دعم التعليم، وله موقف إيجابي بخصوص الأمريكيين السود، إِذ كان مساندًا لهم، وسعى لإعطائهم حقوقهم التي يمنحها الدستور، وإن لم ينجح كثيرًا في هذا المسعى، فقد حكم بعد فترة الحرب الأهلية بعشرين عامًا، وهي فترة كانت تشهد انقسامًا حادًا، يشبه الانقسام الحالي في المجتمع الأمريكي، بين المحافظين الغاضبين من هزيمة الجنوب وانتهاء الرق، والليبراليين المؤيدين لذلك، وتعد أهم إنجازاته انضمام ست ولايات للاتحاد الأمريكي، وهي ولايات جنوب داكوتا وشمال داكوتا ومونتانا وواشنطن وايداهو ووايومنق، وعلاوة على ذلك، فإن سياساته الخارجية كانت جيدة، ولكن كل ذلك لم يشفع له في الحصول على تقييم جيد، فالاستطلاعات الشعبية والمؤرخون يصنفونه في أواخر قائمة الوسط، قريبًا من قائمة أسوأ عشرة رؤساء، وهذا يظل أفضل ممن لو صار ضمن الأسوأ.