فهد بن جليد
لن يُغالط أحد الحقيقة ولا يعترف بوجود تطور وتحسُّن ملموس في مستوى الرعاية والخدمات المقدمة من وزارة الصحة، فالتجربة كفيلة باكتشاف حجم الجهود المبذولة في هذا القطاع وإن كان المريض يستحق ويتطلع دائمًا للأفضل، فسقف التوقعات سيبقى مُرتفعًا، وهنا يستحق العاملون في الصحة منا الإشادة والشكر على كل ما يبذلونه لتنفيذ وتطبيق الخطط الموضوعة والالتزام بأفضل المعايير الممكنة لأداء أعمالهم ومهامهم بالوجه المُرضي، ولعلي هنا استشهد بتجارب بعض الأصدقاء الذين لديهم ملفات صحية في مستشفيات كُبرى وخدمات تأمينية خاصة، ولكنّ التجربة أغرتهم ليتعمَّدوا الاستفادة من خدمات (تطبيق موعد) في المراكز الصحية الأولية للحصول على خدمات صحية سريعة في هذه المراكز، وهذا دليل على نجاح التطبيق وارتفاع مستوى الخدمة والنظام الصحي برُّمته كخطوة أولية تجعلنا دائمًا نتطلع وننتظر الخطوات اللاحقة لتطوير أساليب ووسائل تقديم الخدمة والرعاية.
النتائج المُرضية لبرنامج قياس تجربة المرضى، التي أعلنتها وزارة الصحة مؤخرًا بتجاوزها نسبة الـ74 في المائة من الرضا، دليل آخر على أن الوزارة تحقق التحول المطلوب وتسير في الاتجاه الصحيح، بقياسها مدى مثل هذه النتائج، التي أرجو أن تُحفز أكثر على بذل المزيد، وعدم الركون إلى مثل هذه النتائج بل المُضي قدمًا في الخطوات التطويرية التي يستحقها المريض السعودي الذي أولته الدولة جُلَّ عنايتها واهتمامها، وسخَّرت له كل الإمكانات للحصول على الرعاية الطبية المُستحقَّة وفق أعلى المعايير العالمية، - برأيي- أن الوزارة تعاملت بذكاء ووضعت أصبعها على الجرح عندما تعمدت وضع تطوير الرعاية الصحية الأولية في مقدمة أولوياتها، باعتبار الرعاية الأولية حجر الأساس في مُجمل الرعاية الصحية التي يحتاجها المرضى، وهي التي ستحدث الفارق الذي يبحث عنه الجميع.
الرضاء عن الخدمات الصحية المقدمة خطوة مُتقدمة تتطلع لها وزارات الصحة في كل المجتمعات، وعندما تحقق مثل هذا المستوى فإنَّك تُسهِل من الخطوة اللاحقة بالرعاية الصحية عبر التأمين الطبي للمواطنين والمقيمين، وتؤطر لمستوى مرتفع من الخدمات التي يمكن تقديمها بأساليب الرعاية التأمينية المُستقبلية، وترفع حتمًا من مستوى الخدمات الصحية المقدمة اليوم من مستشفيات القطاع الخاص التي عليها أن تتميز أكثر وتتفوق على الخدمة الحكومية والمجانية المقدمة ولا تُجاريها فقط، وهذا هدف آخر تحقق للوزارة، وكل هذا يصبُّ في نهاية المطاف في مصلحة المريض، وينعكس على جودة حياة المُجتمع ومستوى رضاه، شكرًا للتغيير والتحسُّن الملموس اليوم وتطلعاتنا لا سقف لها مع الإمكانات الكبيرة التي تملكها وزارة الصحة.
وعلى دروب الخير نلتقي.