تَغَنَّيتِ حتَّى أغمَدَ الطَّيفُ رَعشَةً
بِلَيلي وَحتَّى أيقَظَ الوَجدُ أوراقا
تَغَنَّيتِ وَالألحانُ تَفتَضُّ ثَغرَةً
إلى رَوعَةِ المجهولِ! تُشعِلُ آفاقا
تَغَلغَلتِ في جرحين تَكتَظُّ فيهما
قَوافِلُ عشقٍ تَنشُدُ اللَّيلَ ترياقا
غناؤكِ يَسْتَلُّ الحروفَ مِنَ الضُّحى
عَوالِمَ نَبضٍ تَفضَحُ الرُّوحَ أعماقا
وَ صَوتُكِ يَسري في الشَّرايينِ صَبوَةً
تُؤَنِّثُ شِعراً! تُثخِنُ الوَقتَ أشواقا
تُغَنِّينَ مِثلَ الخَيلِ تَنسِجُ مِشيَةً
مِنَ الرِّيحِ ! مِثلَ الكَونِ يَبْسِمُ إشراقا
تُغَنِّينَ مِثلَ الرَّجعِ يَطرُقُ شُرفَتي
مَساءً فَأجتازُ السَّماواتِ مُشتاقا
وَأعبُرُ نفسي وَمضَةً تَمنَحُ الأسى
فَتيلاً ! وَيَسْتَنُّ الهَوى فِيَّ ميثاقا
وَأحْطِمُ فنجاني عَلى سَكرَةِ الصَّدَى
وَ أشرُدُ حَتَّى يَصرُخَ الشَّمعُ إشفاقا
تُغَنِّينَ ! لا أدري إلى أينَ يَنتَهي
بِيَ الحُلمُ! أجثو في البِداياتِ إرهاقا
وَأرقُبُ في أهدابِكِ التِّيهَ أوبَةً
إلى حَوزَةِ البَيداءِ تَستُرُ عُشَّاقا
إلى أينَ يا فَيضَ الحَنينِ يَقودُني
هَديرُ الرُّؤى؟! يَطغَى وَأزدادُ إطراقا
عَجِبْتُ لهذا الصَّوتِ! يَطوي بِيَ المدى
عَلى نَشوَتي! يَستَنهِضُ الدَّمعَ رَقراقا
عَجِبْتُ لَهُ يَكسو نَوافِذَ وحدتي
سَديمِيَّةَ الأنثى تُساوِرُ آماقا
فَزيدي فَإنَّ الحِسَّ يَشتَاقُ بُحَّةً
تُبَعثِرُ فِيهِ العُمرَ! تُحيِيهِ إغراقا
** **
- فهد أبو حميد