محمد عبد الرزاق القشعمي
ولدت سميرة بنت إبراهيم مصطفى إسلام في مدينة الهفوف بمنطقة الأحساء حيث كان يعمل والدها في مالية الأحساء عندما كانت قاعدة المنطقة الشرقية من المملكة، إذا انتقل والدها من مكة المكرمة إلى الأحساء للعمل في فرع وزارة المالية.
عادت سميرة مع عائلتها إلى الحجاز لتدرس في مكة وجدة في (الكتاتيب) صباحاً، وفي المساء تتلقى دروساً على يد مدرسين بالمنزل لتحضيرها للابتعاث للدراسة النظامية في مصر، وذكرت الدكتورة ثريا أحمد عبيد عند تكريمها في اثنينية عبدالمقصود خوجة بجدة أنها عندما كانت تدرس بمصر -مع بداية الستينيات الميلادية- وقالت إن الرعيل الأول من الطالبات السعوديات معها كن سميرة إسلام، وثريا التركي، وفاتن أمين شاكر.
وعند تكريم الدكتورة سميرة إسلام باثنينية عبدالمقصود خوجة بتاريخ 1428/4/13هـ الموافق 30/4/ 2007م قالت إنها تنقلت في أنحاء المملكة بحكم ظروف عمل والدها، وأنها ما زالت تتذكر طفولتها في الهفوف ومكة وأبها والرياض والدمام.
وقالت إنها تلقت تعليمها الأول لدى الفقيهة في جرول بمكة والمدرسة الإندونيسية في الشامية ثم في الصيف نذهب إلى الطائف.. ولم يكتف الوالد فبدأ يستعين بمدرسين من مدرسة القلعة التي أعدت لإعداد البعثات الطلابية، فكانوا يأتون لتدريسنا في المساء مستخدمين كتباً كان يستقدمها الوالد من مصر.. فاستغلت والدتي فرصة وجود أسر صديقة للأسرة، تريد الرحيل إلى القاهرة لتعليم أبنائهم، وأقنعهم الوالد أنه سوف يتكفل بإقامة بيت في الإسكندرية على أن يقيموا معنا ومع مربيتنا للإشراف وللاهتمام بنا.. وأقمنا بالإسكندرية وأدخلنا في كلية البنات الإنجليزية في الشاطئ في مدارس الداخلي، والإخوان في مدرسة فيكتوريا.
وقال عنها عبدالمقصود خوجة عند تقديمها في الحفل.. «.. فقد كان لها قصب السبق في الحصول على الدكتوراه والأستاذية في علم الأدوية، وعندما أقول قصب السبق فأعني تفوقها قبل ربع قرن من الزمان على نون النسوة وواو الجماعة في آن، سعادة الباحثة الأكاديمية المستشارة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية الأستاذة الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام.. فسميرة أول امرأة سعودية تحصل على الدكتوراه في العلوم.. وتستحق أن تسمى الرائدة في مجال تخصصها.. إذ هي الأولى بين نساء ورجال السعودية في الحصول على لقب (أستاذ) في علم الصيدلة، وهي أول امرأة عربية ومسلمة تمنح جائزة (لوريال- اليونسكو) العالمية المخصصة لنساء العام وذلك في عام 2000، فقد أسست أول الكليات الأهلية في المملكة (كلية عفت الأهلية للبنات) وأنشأت (وحدة مراقبة الأدوية) في مركز الملك فهد للبحوث الطبية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
وقالت وهي تروي معاناتها عند عودتها بالدكتوراه للمملكة وليس في جامعة الملك عبدالعزيز سوى كليتين كلية الإدارة والاقتصاد، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية للبنين، أما البنات فلا خيار لهن سوى الدراسات المسائية أو الانتساب.. تقدمت إلى جامعة الملك عبدالعزيز كمتطوعة لخدمة الجامعة والتعليم.. فمنحوني الثقة والتقدير، وجعلوني أعمل معهم على مستوى الزمالة والأخوة دون النظر إلى كوني امرأة وهم الرجال الرواد في العمل التأسيسي الجامعي.. فقرر الدكتور أحمد محمد علي تعييني قبل تركه الجامعة أستاذ مساعد، والدكتور محمد عبده يماني قرر تعييني رئيساً للأقسام العلمية للطالبات وكذلك مستشارة أكاديمية لفرعي الطالبات في مكة وجدة فأصبحت دراسة البنات نظامية بدل دراستهن مسائية أو انتساب، فانطلقت الدراسة هذه وفتحت الطريق وبدأ التعليم النظامي الجامعي كبقية التعليم في جامعات العالم.
وبدأت الجامعة بتأسيس كلية الطب وكلفت مع الدكتور عبدالله باسلامة بتأسيس قسم البنين وآخر للبنات فبدأ التدريس عام 1976/75.
ثم طلب منها عميد كلية العلوم الأساسية الدكتور نزار توفيق تأسيس قسم الطالبات والذي تم بنجاح، وقالت إن فترة عملها لم تنسها فرص الأبحاث التي لم تكن متاحة في ذلك الوقت، خصوصاً فيما يتعلق بعلم الأدوية، فكانت تستغل إجازاتها لتذهب إلى جامعة لندن كلية سانسيري لتقوم بالأبحاث، وفي هذه الأثناء عملت مستشارة إقليمية لمنظمة الصحة العالمية لبرامج الأدوية الأساسية، وبذلك أصبحت أول سيدة وثاني شخصية سعودية تتولى منصباً رسمياً في منظمة الصحة العالمية..
وقالت: «.. وأتاحت لي تلك الفرصة التعرف عن عمق على سياسات الأدوية في الدول الإقليمية التي كنت مسؤولة عنها وهي ثلاث وعشرون دولة ابتداء من تصنيع الدواء مصانع الدواء والتدريب والتأسيس إلى غير ذلك من مهمة المهنة التي كنت أشغلها..» وقالت إنها وصلتنا دعوة من سمو الأميرة عفت الثنيان تطلب أن تقوم بتأسيس أول كلية أهلية جامعية للبنات، فقدمت استقالتها من منظمة الصحة العالمية لتخدم بلدها ولتأسس أول تعليم للفتيات بالمملكة.
وقالت إن هيئة اليونسكو قد ذكرت أنها اختيرت ضمن 32 عالمة متميزة على مستوى العالم، وقد أقيم الاحتفال بباريس، كما أقيم احتفال خاص بهيئة الجائزة بدبي قدم لها درع اليونسكو، برعاية ولي عهد دبي وحضور وزير التعليم العالي بالمملكة خالد العنقري ورئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي.
واختتمت حديثها قائلة: «.. أما مرحلة التقاعد فلا أعرف لماذا يسمونها تقاعداً إنما هي مرحلة الانطلاقة فقد استمررت في عملي في وحدة قياس ومراقبة الأدوية التي أسستها عام 1982..».
وقال عبدالمقصود خوجة في تقديمه لها أن لسميرة إسلام ابنة وابناً يدرسان اختصاصات طبية عليا في لندن حالياً.. وقال إن سميرة تسهم في نشر الثقافة والفكر المستنير في المجتمع، فهي عضو مؤسس للملتقى الثقافي النسائي في جدة مع مجموعة فاضلة من سيدات المجتمع. وضمن سيرتها الذاتية، تعتبر سميرة إسلام أول سيدة سعودية حصلت على درجة البكالوريوس والدكتوراه والأستاذية بل هي أول السعوديين رجالاً ونساءً حصولاً على درجة الأستاذية في علم الأدوية.. وقال إنها حصلت عام 1970 على درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم الصيدلية (فارماكولوجي) علم الأدوية.
وقالت عن المهام والمناصب التي تولتها داخل الجامعة وخارجها.
- 1401هـ 1981م تعمل حتى تاريخه رئيسة لوحدة قياس ومراقبة الأدوية في مركز الملك فهد للبحوث الطبية، جامعة الملك عبدالعزيز.
- 1391- 1423هـ 1971- 2003م عضو هيئة تدريس في جامعة الملك عبدالعزيز.
- 1416-1418هـ 1996-1998م مستشار إقليمي في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لبرنامج الأدوية الأساسية.
- 1418-1420هـ 1998-2000م عميدة مؤسسة لكلية عفت الأهلية، وهي أول كلية أهلية جامعية للفتيات.
- 1392هـ 1972م تأسيس أقسام الكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات في كلية التربية بفرع جامعة الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة.
- 1393هـ 1973م أدخلت الدراسات النظامية للطالبات في الجامعات بعد أن كانت الدراسات بالانتساب.
- 1395-1398هـ 1975-1978م استحدثت كلية العلوم للطالبات بمنشآت كلية الطب وعكفت على تطويرها حتى أصبحت كلية مستقلة بالجامعة.
- أجرت أبحاثاً عديدة في مجال مراقبة الدواء بدم المرضى.
- نشرت من الأبحاث ما يزيد على 75 بحثاً منها 32 في المجلات العلمية المحكمة.
- تم اختيارها بين 400 عالمة رشحن من قارات العالم الست في هيئة اليونسكو عام 2000.
- تعد أول سيدة عربية وكذلك أول سيدة من العالم الإسلامي تحصل على هذا الترشيح.
- عضو لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا).
- 1419هـ 1999م وإلى تاريخه مشاركة في أنشطة وندوات هيئة الإسكوا ضمن مجموعة الخبراء والمستشارين.
- تتمتع بعضوية عشر هيئات ولجان وجمعيات على المستويين المحلي والعالمي.
- ترجم لها في (معجم أسبار للنساء السعوديات)ج1 وذكرت أنها شاركت في المؤتمر العربي الثالث لأمراض وزراعة الكلى بالرياض عام 1413هـ 1993م، والمؤتمر الإقليمي الثاني للمرأة في الخليج والجزيرة العربية عام 1401هـ 1981م. واجتماع جمعية الفا رماكولوجي البريطانية عام 1400ـ 1980م، والمؤتمر العالمي الثاني للتعليم الصيدلي في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1400هـ 1980م والمؤتمر العالمي للطب الآسيوي والتقليدي في استراليا عام 1399هـ 1979م والمؤتمر العربي الأول للعلوم الفسيولوجية بالقاهرة عام 1389هـ 1969م.
- ترجم لها في (موسوعة الشخصيات السعودية) لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر ج1، ط2.
- كما ترجم لها في الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) ومنها: قدمت بكلية طب سانت ماري في جامعة لندن بحثاً في مجال التصنيف الجيني للمجتمع السعودي ويعتبر الأول من نوعه في المراجع العلمية المتخصصة.
حصلت على جائزة مكة المكرمة للتميز العلمي والتقني برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في عام 2009.