أتَتْ بحشودِها من غير إذنِ
لتسكنَ هامتي وتثيرَ أُذْني
فشاءتْ كلَّ عضوٍ من كياني
وكلَّ مفاصلي، بئس التَّجني..
تخاتلُ في الصِّباحِ نفاقَ إنسٍ
وتهجمُ في المساءِ جموحَ جنِّ
مضتْ منها ليالٍ لم أفارقْ
مبيتي ،كم همَمْتُ فلم تدعْني!
بدون شهيَّةٍ وبدون طعمٍ
بها أضحى يعافُ الأكلَ بطني
تخادعُ [هالةً] بدواءِ شافٍ [1]
لأتَّهمَ الدَّواءَ ولم يخنّي
فإن غابتْ سويعاتٌ بوصفٍ
تعدْ شَبَقاً يخيِّبُ كلَّ ظنِّي
عجبتُ لرعشةٍ تسري بفوضى
حرارتِها لكي تغتالُ أمْني!
تفوقُ الجورَ والطُّغيانَ عدواً
وتهزِّمُ بالتَّلوُّنِ صبْرَ معنِ [2]
بُلِيتُ بمكْثِها لكنْ ربِّي
أبان جموحَها بالقسْرِ عنِّي
فحمداً يا إلهي ثم شكري
لطبٍّ بالسموِّ علا لفنِّي
ولا كانتْ زيارتُها إذا لمْ
تخففْ ضرَّها وتُراعِ سنِّي
رجائي إنْ تزرْ لم تأتِ إلاَّ
طهوراً ناسخاً ما شاه منِّي
... ... ...
الهوامش
1- هالة طبيبة بمستوصف الحكمي بصامطة
2- معن بن زائدة - رحمه الله
** **
شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور 1-1-1441هـ
dammasmm@gmail.com