ما عدت أثق في نكهة بقائي القادمة معك.
تصلني بالسماء، ثم تتعمد تركي عالقة بينها وبين الأرض. أرقب كيف تنزلق كفك من كفي، وتنسل من بين أصابعي كالضوء الهارب، ككمشة الماء المُتسربة من بين براجمها.
لا أدري كم يلزمني من الوقت لكي أعتاد على حكاية أن لك عالمك الذي عليّ أن أعتاد عليه عندما يسرقك مني؟!
لك هروبك الذي تحب، الذي أحترمه على أنه يؤذيني!
ما عدت أعلم كم يلزمني من الوقت لأحتمل كل هذا، دون أن تنشب الظنون مخالبها في قلب غيرتي التي أنهكتها بمكابرتي.
بائسة!
أرقب أفولك الذي أخشاه؛ لأنني أعلم علم اليقين أنه لن يخبرني متى سيُبعث قلبي بعده حيًّا!
غب ما شئت..
تقوقع..
ولا تنسَ أن تبني الخنادق بيننا كلما أُصيبت دورتك العاطفية بعطب.
ثم عد لتبرر لي تبريراتك التي لا تقنع.. وثق أنني سأبتسم كعادتي، وأتظاهر بالنضج..
سأسهل مهمة عودة كل شيء لمجراه؛ لتستمر الحياة، وتبهت مع الأيام.
حتى إذا ما حل الفراق ضمنت أنه سيعبرني دون أن يقضم قطعة من روحي في طريقه الحزين.
** **
- د. زكية بنت محمد العتيبي