عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) أكد فريق النصر مساء الأحد الماضي من خلال ديربي العاصمة تدهور فريق الهلال فنيًا ومعنويًا، واستطاع العالمي الفوز بسهولة ودون عناء أو مشقة تُذكر على الهلال الذي كان مرشحاً على الورق قبل المباراة ومتوقعاً أن يكون في أفضل حالاته عطفاً على واقعه الداخلي والخارجي، فهو متصدر دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين داخلياً ومتأهل لنهائي كأس القارة خارجياً، ولكن كل التوقعات والترشيحات ذهبت أدراج الرياح وخيَّب الأزرق آمال عشاقه ومحبيه وجعلهم في قلق.
الفريق الهلالي لا يزال يعاني ويعاني على مختلف الأصعدة وبخاصة الفنية والتكتيكية والتوظيف السليم لعناصره وحل مشاكل الفريق والمواقع الخطرة والمقلقة وبخاصة خط الظهر المتصدع، وهذا كله يعود لأمرين مهمين لا ثالث لهما، فالأول ضعف إمكانيات لاعبي خط الظهر وقد كان جلياً من لقاء السد القطري الذي استطاع تسجيل ثلاثة أهداف من الأهداف الأربعة في وقت قياسي وغير مسبوق والأمر الآخر والخطير ذلك التعالي الذي قد خيّم وعشعش على بعض لاعبيه وأصبح يضع نفسه أكبر من الفريق وأكبر من الكيان، وقد يعود ذلك لقيمة العقود الفلكية التي حصلوا عليها من النادي أو لضعف ومقدرة الجهاز الفني والإداري على السيطرة على بعض اللاعبين حتى أصبح البعض منهم يرى نفسه أقوى من المنظومة والمحيط من حوله وهذه كلها عوامل ممكنة ومتوقعة وقد تكون واضحة من خلال الأداء العام لبعض اللاعبين وغياب القتالية والحماس والإصرار على التميز والذي يجب أن يكون حاضراً في جميع اللقاءات، فما بالك أن يغيب عن لقاء قمة عربية كبيرة ومتابعة على مستوى كبير وعال جداً.
في نفس الوقت لا يمكن أن نعفو مدرب الفريق الهلالي من عدم تمكّنه من حل مشكلة خط الظهر وجعله مترابطاً ومتفاهماً من خلال التمارين أو المباريات المتعددة والكثيرة التي لعبها الفريق في مختلف المنافسات والحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع وبخاصة البيت الهلالي ومحبوه أن دفاع فريق الهلال الحالي لا يسر عدواً ولا صديقاً والخوف الخوف أن يستمر هذا الخط وعناصره على هذا المستوى الضعيف والمتهالك وإذا ما استمر فبالتأكيد سيخسر الكثير من اللقاءات وبخاصة النهائي الحلم والمنتظر.
بالعودة للديربي الذي واصل النصر الهيمنة عليه للموسم الثاني على التوالي ولم يستطع الهلال ومدربه مجاراة لاعبي النصر وتكتيك مدربه والذي استطاع توظيف لاعبيه ليس حسب إمكانياتهم فقط، بل سخّر القوة العالية والمهارة الفنية لمعظم لاعبيه لكسب اللقاء المهم والأهم وإعلان العودة القوية ومن الباب الكبير وإعلان التحدي والعودة للمنافسة والمحافظة على اللقب وهذا أمر متوقع وبنسبة كبيرة جداً لتكرار الإنجاز مرة أخرى، ففريق لديه لاعبون بقيمة أمرابط وحمد الله وجوليانو وبترس لا يمكن أن يكون سهلاً أو ضعيفاً، وفوز النصر أعطى الحيوية من جديد للدوري وولّع وقلّص النصر الفارق وإذا ما تجاوز اللقاء المؤجل أمام الفيصلي فقد يتكرر سباق الموسم الماضي وتنحصر المنافسة بين عملاقي العاصمة ولعبة الكراسي من جديد، وعلى العموم كان الديربي أخوياً عالي الأداء والتكتيك راقياً بين الفريقين والجماهير ولا يخدش المنظر العام لأجواء الديربي الجميل بعض التصرفات الخارجة عن المعتاد وجمال وحلاوة اللقاء والذي كسبه العالمي من أمام المنافس التقليدي الزعيم الذي لا يزال يبحث عن نفسه وتماسك دفاعه حتى لا يخسر مزيداً من اللقاءات وبخاصة النهائي الحلم الذي طال انتظاره.
نقاط للتأمل
- حاولوا كثيراً إخراجه خارج الملعب وتوجيه اتهامات عدة له سلوكية وغيرها واتهامه بالتمثيل ونقل أي خبر من صحافة وطنه حول مشاركته من عدمها مع منتخب بلاده ولكنه كان صامتاً غير مهتم بما يُكتب أو يُطرح وكان رده فقط في المستطيل الأخضر، هذا هو النجم المتألق عبدالرزاق حمدالله الذي صنع الفارق لفريقه منذ الموسم الماضي، والآن عاد وبقوة من خلال اللقاء الكبير والمهم مع المنافس التقليدي لفريقه فريق الهلال الكبير.
- اللاعب نور الدين أمرابط رجل أكثر من أنه لاعب مؤثّر ومميز مرهق وصانع أتعب جميع الفرق التي أمامه في أوروبا ومع منتخب بلده، واليوم مع العالمي فإذا حضر فرض التميز ورجح الكفة، مقاتل طوال التسعين دقيقة مساند لزملائه لا يشتكي ولا يعتدي، مؤدب وخارق، وفوق هذا منحه الله سعة البال وطيب الأخلاق بعد لقاء الديربي الكبير، حيَّاه جميع مدرج المنافس حتى من رمى عليه علبة المياه رجع واعتذر رمى أحدهم شال نادي الهلال ووقع على الأرض بجانب حذائه رفعه ووضعه على صدره، إنه كبير بأخلاقه وتصرفاته فكم نحن بحاجه إلى لاعبين بهذه العقلية الكبيرة والرائعة.
- لا أعرف ما آلت إليه نتيجة ديربي الغربية لظروف الطبع ولكن في كل الأحوال إذا ما استمر وضع الناديين على ما هو عليه من صراعات داخلية وحرب ومناكفات غير معلنة فقد تدور الأيام من جديد ويعود فريق الوحدة الكبير إلى وضعه السابق القديم ويتزعم أندية المنطقة مستغلاً التميّز والدعم واستثماره لصالحه في ظل تراجع وتدهور منافسيه الأهلي والاتحاد والذين تشهد حالتاهما تخبطاً وتراجعاً وانقسامات قد تذهب بهما للمجهول، وهذا ما لا نتمناه جميعاً.
- تشرّفت مساء الاثنين الماضي بحضور حفل جائزة التميز الرياضي بدعوة من اتحاد الإعلام الرياضي مشكوراً، وقد تشرّفت ولأول مرة بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رجل الرياضة الأول، وكم كنت سعيداً جداً بلقاء سموه والحديث معه، وبالفعل الرجل المناسب في المكان المناسب؛ فقد أخجلنا بتواضعه وبساطته ورقيّه وأدبه وهذا ليس بمستغرب من ابن تركي وحفيد الملك العظيم. كذلك كانت فرصة ثمينة وتكريم لنا جميعاً بلقاء الزملاء والأساتذة ورجال الإعلام الكبار، فشكراً كل الشكر لمن فكر ونظّم وتعب لإخراج هذا الحفل الذي كرّم كل إعلامي ورجلاً حضر واستمتع في ليلة من ليالي المجتمع المميز.
خاتمة
(الحرية ليست حجاباً يُرمى، ولا ديناً يُشتم، ولا أخلاقاً تُخلع، هي رقي فكر، واحترام عقل، وبناء مستقبل نظيف، وعقيدة تتمسك وتعتز بها!).
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرّف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع «الجزيرة»، ولكم محبتي، وعلى الخير دائماً نلتقي.