مكة المكرمة - واس:
أدى أدى جموع المصلين في مكة المكرمة أمس صلاة الاستسقاء بالمسجد الحرام يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء عيد بن سعد العتيبي.
وقد أمَّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة, الذي ألقى خطبة أوصى فيها المسلمين بتقوى الله عزَّ وجلَّ في السر والعلن.
وقال الدكتور بليلة «إن القلوب إذا قست وغاض منها ماء اليقين والتسليم والإذعان نزلت بالناس الآفات من كل جانب وأحاطت بهم الكربات والشدائد في كل سبيل وتبدلت نعمهم وتغيَّرت أحوالهم ذلك بأن الله لم يك مغيِّراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم، ذلك أن الأرض لتجدب وأن القطر ليحبس بما كسب العباد وبما أظهروا في الأرض من الفساد، وإن هذا الفساد ليتخذ صوراً ويتنوّع ضروباً وأشكالاً، فمنه الفساد في الاعتقاد والفساد في التصورات والأفكار بلبس الحق بالباطل وكتمان الحق تارة وتشويه الحق وتمويه الباطل تارات أخرى، فالباطل لا يروج في الناس إلا بنوع من التمويه، والحق لا ينفض عنه إلا بنوع من التشويه، وتلك هي فتنة الشبهات التي عمّت وأضلت جبّلاً كثيراً، بل هي فتنة الأمة الحقيقية اليوم ولا تدفع هذه الفتنة إلا باليقين والتسليم لرب العالمين وترك منازعة الشرع بالرأي».
وأبان الشيخ بندر بليله أنه كان من سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم عند حصول الجدب وتأخّر المطر عن إبّانه أن يضرع إلى ربه مستسقياً متذللاً متخشعاً متواضعاً لربه مستكيناً بين يديه يستمطر رحمته ويبتغي فضله.
وحث فضيلته المسلمين على الاستجابة لأمر الله وعدم الإفساد في الأرض بعد إصلاحها فإن الله لا يحب الفساد وأنه لا يصلح عمل المفسدين، موصياً بالتضرّع لله والإنابة إليه والاستكانة بين يديه ودعوته خوفاً وطمعاً مع الإيقان بالإجابة وإحسان الظن بالله سبحانه والإكثار من الاستغفار واجتناب الحرام وعدم اليأس والقنوط، والتوبة والاستغفار والبعد عن المعاصي ورد المظالم إلى أهلها وتجنب الفواحش والآثام.