زكية إبراهيم الحجي
اجعل عينيك على النجوم.. واجعل قدميك على الأرض مقولة أتت على لسان «روزفلت» الرئيس السادس والعشرين لأمريكا.. مقولة نستشف منها معنى جميلاً يشير إلى أن الطموح محفزٌ رئيسي لرحلة النجاح في الحياة.. وهو ما قد يدفع الإنسان إلى المضي قُدماً وينظر بين الفينة والأخرى إلى القمة حتى ولو تعثر في طريقه.. فكل يوم جديد مليء بالفرص التي تمنح الإنسان تفاؤلاً يجعله يغض الطرف عن ما فقده أو فشل في الوصول إلى ما كان يصبو إليه.
الطموح هو الوقود الذي يُشعل القوة الكامنة بداخلنا كي نصل إلى ما نصبو إليه من أهداف وآمال.. وهو الحافز الذي يدفعنا دائماً إلى الأمام كي نستكمل مسيرة الحياة بقوة تؤهلنا كي نكون في حالة من الإضافة المستمرة.. وكلما تجاوزنا بنجاح مرحلة من المراحل نتطلع إلى إنجاز مرحلة أخرى.. ولن يستشعر الإنسان المعنى الحقيقي للحياة إلا من خلال التطلع نحو المستقبل.. وكلما زاد الطموح بين أفراد المجتمع كلما أسهم ذلك في تقدم المجتمع وازدهاره.
قد يربط البعض بين مفهومي القناعة والطموح.. هنا لا يمكن أن ننكر أن هناك علاقة ولكنها علاقة تكامل فكلاهما مكملان لبعضهما وليسا نقيضين كما يعتقد البعض فالقناعة تكمن في تجاوز فكرة تحقيق الهدف الذي كنا نطمح إلى تحقيقه.
الجنرال «جورج باتون» قائد عسكري في الجيش الأمريكي إبان الحرب العالمية الثانية.. قاد الجيش أثناء الحرب وانتصر في معظم المعارك التي خاضها.. ويروى عنه أنه كان يكتب خطته وخطوات تطبيقها والجدول الزمني اللازم للتنبؤ بالأحداث ووضع خطط بديلة معتمداً على المبدأ الذي سنه لنفسه وهو مقولته الشهيرة «لا أخشى الفشل وإنما أخشى أن ينطفئ ذلك المحرك بداخلي والذي يقول لي دوماً هناك شخص يجب أن يكون في القمة.. فلماذا لا تكون أنت».
لم أورد المثال السابق لكي يكون طموحنا الحروب والمعارك فنحن لها كارهون وإنما أوردته لإعجابي بالمبدأ الذي سنه هذا القائد لنفسه وإعجابي بمقولته التي أشرتُ إليها «هناك شخص يجب أن يكون في القمة.. فلماذا لا تكون أنت» ولو تتبعنا مسيرة الشخصيات البارزة والتي حققت نجاحاً مبهراً لوجدنا أن من أسباب تميزهم الطموح المرتبط بالإرادة القوية والثقة بالنفس مما فتح لهم الآفاق وكانت نظرة المستقبل نظرة مشرقة بالنسبة لهم.
إذن لا مجال للخوف من أن نطمح لأقصى ما يمكن الوصول إليه وفي أي مجال من المجالات.. فالطموح دون غطرسة طريق الوصول إلى الأهداف مهما كانت الصعاب.. والطموح السامي والغاية النبيلة دعامة الرقي في المجتمعات.. فهي التي تُكسب الحياة خصوبة وتبعث فيها الرونق والبهاء.. وهي أساس التقدم العلمي والثقافي والاقتصادي.. وطالما نحن نطمح فنحن نسعى إلى تحقيق ما نريد.
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر