مها محمد الشريف
هناك صعوبة نسبية في كل مجال ولذلك سنحاول إضاءة بعض الجوانب الملتبسة التي لا تصلح أن تدخل ضمن مقارنات، فكثير من العلوم والتقنيات الحديثة لم تساعد في القضاء على الصراعات أو تقليص الخلافات بين الأمم، سوى أنها حشدت العقول وعبأتها بالذكاء فلم يغيروا شيئا حتى أصبح العالم أكثر خطورة يعيش رعب الضربات التي تهدد بأسلحة الدمار الشامل، فمتى ما خضعت الحياة إلى سلام الحيطة والحذر والخوف، فإن حروباً عديدة تهدد بالاندلاع.
ويظل الالتزام بكل ما هو واع طابع يتفوق على الفوضى يعني الاضطلاع بقضايا العصر وأحداثه، فالمصاب الجلل الذي يقع على هامش الأحداث يجعل الناس تشعر بهشاشة الأرض تحت أقدامها ولا تريد أن ترتعد فيما تعلم، وفي هذه العجالة دعونا ننقل ما جلبه العلم إلى أرض البشر من ابتكارات متنوعة لكثير من الأسلحة المدمرة والقاتلة بعد أن كشف خطايا متعددة وعطب أصاب الأمم المتقدمة.
فمهما اختلفت الأزمنة يظل العنف مصطلحاً ثابتاً لا يتغير ولن يتوقف، فقد استثمر الغرب سلطته البيولوجية المحرضة على الاستعمار وخلق مزيدا من الفوضى، فإن الوعي النقدي الضدي موجود وموجه إلى الغرب من داخل ثقافة إدوارد سعيد ورسالته: «بأن العالم الشرقي تمَّت دراسته ومعرفته جيدا، لأن المعرفة تساوي السلطة، هذه السلطة تشكلت في الاستعمار والغزو الغربي الفكري والعسكري، والذي على أساسه تمَّت إعادة شرقنة الشرق وصناعته وفق الصورة التي يحب اللوبي الغربي أن يراه عليها».
حتى قامت الحروب في كل مكان، في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وقتل مئات الآلاف من الأبرياء وإفساد التحالف الإنساني. فكم مسرحية مأساوية شاهدها العالم عن صناعة المنظمات الإرهابية التي جردت أفكار الناس الخيرة وحولتها إلى أخرى شريرة وأصبح الإرهاب باسم الدين يبعث على التساؤل، لماذا هذا الاستدلال المختل لإقحام الأديان في الإرهاب؟
فالمغالطة تعكس الاستدلال الفاسد وتقحم الناس في قضايا غير مألوفة ومن الصعب إنكارها لربطها بمسوغ الدين كما هو حال تنظيمي القاعدة وداعش وغيرهما قُتل على أثرها أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فجر الاثنين 14 جمادى الأولى الموافق 2 مايو 2011 ، ومؤخراً نشرت وكالات الأنباء ووسائل التواصل مقتل زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، وإغلاق المساحات المظلمة في المجتمعات المتدينة، والخلاص ممن يصنع برهاناً متراجعاً للخلف يعبر عن قضية غير مقبولة منطقياً فمن الأهمية بمكان أن يكون لنا في الحاضر والمستقبل ما كان لنا في الماضي من سلام وتعايش يحافظ على الاستقرار.
ويجمع الأحزاب لكي تتجمهر حول بعضها فتفرح لخسارة أو مصائب الآخرين وتشرذم الأفعال وتقبح الأقوال، وعلى القانون أن يراقب هذه الإشكالية المؤذية، فلن يصبح الإنسان قوياً من خلال الضعف العقلي والتطرف والطائفية وتظل الأفكار محل فرقة وحزن عميق على مسرح الواقع.
لقد قيل لنا دائماً، إن هناك فجوات في سلسلة الأحداث التي تقدمها التقارير والبيانات والأخبار، أو يصفون بأنها معقدة للغاية بما لا يحتمل أن يكون تعثر الإنسان هو السبب في هلاكه، وسيكون الأمر وكأنما أطلق أحدهم النار فأصاب قدميه لهذا، لا يمكن أن نفسر ما يحدث من تعقيد. بل يؤكد أن الدلائل المتناقضة لهذه التنظيمات وجودها على أرض تركيا، وبالمقابل يعرب الرئيس الأميركي عن شكره لروسيا وتركيا وسوريا والعراق والقوات الكردية لمساعدتها في عملية قتل البغدادي، وقال: إن «روسيا تعاملت معنا بشكل رائع وفتحوا لنا مجالهم الجوي لشن الغارة».